responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 196
فإن نحنُ لم نملك دفاعاً لحادثٍ ... تلِمُّ به الأيَّام فالصَّبر أجملُ
أليسَ كثيراً أن تلمّ مُلمَّةٌ ... وليسَ علينا في الحقوقِ مُعوَّلُ
وكما قال أبو نواس:
تقول الَّتي من بيتها خفَّ مركبي ... يعزّ علينا أن نراكَ تَسيرُ
أما دون مصرٍ للفتَى متطلّبٌ ... بلَى إن أسباب الغِنَى لكثيرُ
فقلتُ لها واستعجلتْها بوادرٌ ... جرتْ فجرى في جَريهن عَبيرُ
ذريني أكثر حاسديك برحلةٍ ... إلى بلدٍ فيه الخصيبُ أميرُ
وقال آخر:
سأبغي الغِنَى إما جليسَ خليفةٍ ... نقومُ سواءً أوْ مخيفَ سبيلِ
لنخمسَ مالَ الله من كلِّ فاجرٍ ... وذي بِطنةٍ للطيّبات أكولِ
وكما قال الأحمر بن سالم:
مقِلٌّ رأى الإقلالَ عاراً فلم يزلْ ... يجوبُ بلادَ الله حتَّى تَمَوَّلا
ولم ينهَهُ عما أرادَ مهابة ... ولكنْ مضى قُدماً وما كانَ مُبْسلا
فلمَّا أفادَ المالَ جادَ بفضلِهِ ... علَى كلِّ مَن يرجو نداهُ مُؤمِّلا
فأعطى جزيلاً من أرادَ عطاءهُ ... وذو البخل مذموم يرى البخلَ أفضلا
قال أبو بكر: وإن هذه الأشعار لفي غاية من جزالة اللفظ، وتوسط من جودة المعنى، ولم نُعب قائليها، لأنهم أساؤوا فيها، وإنَّما أردنا منهم أن تكون رغبتهم في بذلها للمكاسب تأميلاً للرفعة بها في العواقب، إذْ قد استسلفوا مذلَّة السؤال، وليسوا على ثقة ممَّا أمَّلوه من علوّ الحال، ونحن الآن نذكر إن شاء الله من أثر القناعة والصبر، وتجشم مضاضة الإقتار والفقر.
أنشدني بعض أهل الأدب عن الرياشي لعلي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه:
دليلك أن الفقرَ خيرٌ من الغِنَى ... وأن القليلَ المال خيرٌ من المثري
لقاؤك مخلوقاً عصَى الله بالغنَى ... ولم ترَ مخلوقاً عصَى الله بالفقرِ
وأحسن الَّذي يقول:
ما اعتاضَ باذلُ وجههِ بسُؤالهِ ... عِوضاً ولو نالَ الغِنَى بسؤالِ
وإذا النَّوالُ مع السؤالِ وزنْتَهُ ... رجَحَ السؤالُ وخفَّ كلُّ نوالِ
وقال بشر الضبعي:
إذا قلَّ مالي لا ألومُ ذوي الغِنَى ... ولا يتحنَّى للحوادثِ جانبي
ولستُ إذا ما أحدثَ الدَّهر نكبة ... بأخضع ولاّج بيوت الأقاربِ
وقال أيضاً:
إذا قلَّ مالي أوْ أُصبتُ بنكبةٍ ... قَدحتُ حياتي عفَّةً وتكرُّما
وأعرضُ عن ذي المال حتَّى يُقال لي ... قد أحدث هذا نخوَةً وتبرُّما
وما بي جفاءٌ عن صديقٍ ولا أخٍ ... ولكنَّها حالٌ إذا كنتُ مُعدما
وقال ابن أذينة:
لقد علمت لو أن العلم ينفعني ... أن الَّذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعَى له فيُعنِّيني تَطَلُّبُهُ ... ولو قعدتُ أتاني لا يُغنيني
وقال آخر:
وإنْ صفحةُ المعروف ضنَّتْ بوجهه ... بدا لك من معروفنا وجهُهُ السَّهْلُ
وما زالَ مُذ كنَّا ملوكاً وسُوقةً ... يموت بنا جَوْرٌ ويحيا عَدْلُ
وقال آخر:
ملأتُ يَدي من الدُّنيا مراراً ... فما طَمعَ العواذلُ في اقتصادِي
ولا وجبت عليَّ زكاةُ مالٍ ... وهل تجبُ الزَّكاةُ علَى جَوادِ
وقال آخر:
لقد علمَ السَّاري طروقاً برحله ... وباغي النَّدَى ما اللّؤم لي بقرينِ
ومُختبطٍ يسعى إليَّ برحله ... فلم أفدْ منه صرمتي بيميني
فنفسك ولِّ اللومَ عاذل وانطحي ... برأسك أركانَ الصَّفا وذريني
وقال آخر:
وإنِّي امرؤ ما تستفيقُ دراهمي ... علَى الكفِّ إلاَّ عابرات سبيلِ
أحكّم فيها الحقّ حتَّى أذلّها ... إذا ذاد عنه الحقّ كلُّ بخيلِ
وقال أبو دلف:
إن نفساً كريمة تألف الصَّب ... ر إذا ما تغيَّرت حالاتي
لو دعتني إلى الدّناة حياتي ... يا ابن عيسى هانتْ عليَّ حياتي
إنَّما يُحمّدُ السَّجايا من الأح ... رار عند النَّوائب المُعضلاتِ
كلُّ حيٍّ يقوى علَى الصبر في السّ ... رِّ وصبرُ الكريم في النَّائباتِ
وأنشدني بعض أهل الأدب:
لا تكثري لم أُقصِّر وَيْك في الطَّلب ... أيّ البلاد وأيّ الأرض لم أجُبِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست