responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 111
كِليني لهمٍّ يا أُميمةُ ناصبِ ... وليلٍ أُقاسيهِ بطيءُ الكواكبِ
وصدرٍ أراحَ اللَّيلَ غاربَ همِّهِ ... يُضاعفُ فيه الحزنَ مِنْ كلِّ جانبِ
تقاعسَ حتَّى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ... وليسَ الَّذي يرعَى النُّجومَ بآيبِ
وقال عبيد الراعي:
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ ... تكشَّفُ عنْ كواكبها الغيومُ
مللتُ بها الثَّواءَ وأرقتْني ... همومٌ ما تنامُ ولا تُنيمُ
أبيتُ بها أُراعي كلّ نجمٍ ... وشرُّ رعايةِ العينِ النُّجومُ
وقال سويد بن أبي كاهل:
وأبيتُ اللَّيلَ ما أرقدهُ ... وبعينيَّ إذا النَّجمُ طلعْ
فإذا ما قلتُ ليلِي قدْ مضَى ... عطفَ الأوَّلُ منهُ فرجعْ
يسحبُ اللَّيلُ نجوماً ظلَّعاً ... فتُواليها بطيئاتُ التَّبعْ
وقال جرير:
أتَى دونَ هذا اليومِ همٌّ فاسهَرَا ... أُراعي نجوماً تالياتٍ وغُوَّرا
أقولُ لها مِنْ أجلهِ ليسَ طولُها ... كطولِ اللَّيالي ليتَ صُبحكِ نوَّرا
وقال أبو تمام:
أفنَى وليلي ليسَ يفنَى آخرهْ ... هاتَا مواردهُ فأينَ مصادرهْ
نامتْ عيونُ الشَّامتينَ تيقُّناً ... أنْ ليسَ يهجعُ والهمومُ تسامرهْ
لا شيءَ ضائرُ عاشقٍ فإذا نأَى ... عنهُ الحبيبُ فكلُّ شيءٍ ضائرهْ
وقال كثيّر:
ولِي منكِ أيَّامٌ إذا تشحطُ النَّوى ... طوالٌ وليلاتٌ تزولُ نجومُها
إذا سمتُ نفسِي هجرَها واجتنابَها ... رأتْ غمراتِ الموتِ فيما أسومُها
وذكروا أنَّ علي بن الجهم لمَّا طُعن في برِّيَّة حلب قال لغلامه في أول اللَّيل أطلعَ النَّجمُ أم لا؟ فقال له غلامه هذا بعد وقت العشاء فأنشأ يقول:
هلْ زِيدَ في اللَّيلِ ليلُ ... أمْ سالَ بالصُّبحِ سيلُ
ذكرتُ أهلَ دُجيلٍ ... وأينَ منِّي دُجيلُ
ثمَّ مات من ليلته.
وقال البحتري:
مغانِي سُليمى بالعقيقِ ودونَها ... أجدَّ الشَّجى إخلاقُها ودثورُها
وألحقَني بالشَّيبِ في عقرِ دارهِ ... مناقلُ في عرضِ الشَّبابِ أسيرُها
مضتْ في سوادِ الرَّأسِ أُولى بطالَتي ... فدعْني يُصاحبْ وخْطَ رأسي أخيرُها
وأطريتَ لي بغدادَ إطراءَ مادحٍ ... وهذي لياليها فكيفَ شهورُها
وقال أيضاً:
أُنبِّيكَ عنْ عيني وطولِ سهادِها ... ووحدةِ نفسِي بالأسَى وانفرادِها
وأنَّ الهمومَ اعتدنَ بعدكِ مضجَعي ... وأنتِ الَّتي وكَّلْتني باعتيادِها
خليليَّ إنِّي ذاكرٌ عهدَ خلَّةٍ ... تولَّتْ ولمْ أذممْ حميدَ ودادِها
فواعجَبا ما كانَ أقصرَ دهرَها ... لديَّ وأدنَى قربَها مِنْ بعادِها
وكنتُ أرَى أنَّ الرَّدى قبلَ بينِها ... وأنَّ افتقادَ العيشِ قبلَ افتقادِها
بنفسيَ مَنْ عاديتُ مِنْ أجلِ فقدهِ ... بلادِي ولولا فقدهُ لمْ أُعادِها
وقال أبو تمام:
رأيتُ في النَّومِ أنَّ الصُّلحَ قدْ فسدَا ... وأنَّ مولايَ بعدَ القربِ قدْ بعُدا
لِمْ لَمْ أمتْ جزعاً لِم لَم أمتْ أسفاً ... لِم لَم أمت حزناً لِم لَم أمتْ كمدَا
قدْ كدتُ أحلفُ لولا أنَّه سرَفٌ ... أنْ لا أذوقَ رُقاداً بعدهُ أبدا
فهذا قد زادنا رتبة على ما عنى لأنه لم يدع النوم شوقاً إلى من يهواه ثمَّ رأى في النَّوم ما قد وصف وهو يزعم أنَّ تركه إيّاه مع ذلك سرف ولو جعل امتناعه من ترك النَّوم شوقاً إلى رؤية الطَّيف فقال قد كدتُ أحلف لولا الطَّيف مجتهداً ألا أذوق رقاداً بعده أبداً كان أعذر على كلّ حال وإن دخل ذلك ضروبٌ من الاختلال منها أنَّه نام أوَّلاً حتَّى رأى ما رأى، ومنها أنَّه لم يتهيَّأ له ترك النَّوم إلاَّ بيمين على نفسه، ومنها أنَّه مع ذلك لم يحلف أيضاً وإنَّما أرجف باليمين.
وقال أيضاً:
لا نِمتَ عيناً ولا لُقِّيتَ عافيةً ... وكانَ حظُّكَ بعدَ اللَّيلةِ الأرَقا
أنمتَ لا نمتَ في خيرٍ ولا دعَةٍ ... حتَّى أتَى أجلُ الميعادِ فانطلَقا

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست