نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370
من ابنته مثلا؟..
وهل يرى أن هذا الأمر طبيعي؟
الوجه الرابع:
اعتباره لإخلاص الملحد وأخلاقه، وكونه صاحب مثالية عالية، تلاعب بالألفاظ، ذلك أن
هذا مثل ادعاء الأطفال: (بابا أقوى واحد في الدنيا!)، فمن يدعي مثل هذا الأمر ينفي
عن نفسه صفة العلمية بشكل كبير، فهو قد يأخذ مثالا أو مثالين من أصدقائه الملاحدة،
ثم يعممهما على جميع البشرية، وقد ذكرنا الفرق الكبير بين الفلسفة الأخلاقية
والواقع الأخلاقي.
الوجه الخامس [1]
: أن القانون لايستطيع أن يستقل بذاته في أي وقت من الأوقات، بل لابد له أن يقترن
بالأخلاق، ذلك أنه لو طرحت قضية أمام القانون، وتعمد الفريقان وشهودهما الكذب، فلم
يتبين الصدق أمام القاضي، فسوف يقضي خلاف ما يقتضيه العدل، ولن يتمكن القاضي من
الحصول عليه مهما حاول.
ولذلك كان لابد
من قانون آخر (وراء القانون)، يحرك الناس، ويحملهم على الإدلاء بالبيانات الصادقة
للوصول الى العدل. وقد اعترفت جميع محاكم العالم بهذا المبدأ، حتى أنها تلزم كل
شاهد (أن يقسم بالله أن يقول الحق) قبل الإدلاء بشهاداته، وهو دليل واضح يؤكد
أهمية العقائد الدينية لصون حرمة القانون.
بالإضافة إلى
هذا، فإن خوف الشرطة والمحكمة لايكفي لدرء الجرائم، وإنما لابد أن يكون هناك وازع في
المجتمع يمنع الناس من ارتكاب الجرائم، لأن الرشاوي، والمحسوبيات، وخدمات المحامين
البارعين، وشهود الزور، كل هذه العوامل تكفي لحماية المجرم من أي شرطة أو محكمة انسانية،
والمجرم لايرهب عقابا، أي عقاب، لو استطاع أن يفلت من أيدي القانون.
[1] انظر: الإسلام يتحدى، لوحيد الدين خان،
ص163 فما بعدها.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370