نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 371
بينما الشرع
الالهي يستوفي كل هذه الأمور، فعقيدة (الآخرة)، التي يحملها الشرع الالهي، هي خير
وازع عن ارتكاب الجرائم، وهي تكفي لتبقى إحساسا بالجريمة واللوم يعتمل في قرارة
ضمير الانسان، لو أدلى بشهادة كاذبة أمام القاضي.
وقد أقيم في
فناء محكمة (ويستون سركيت) نصب من حجر، يذكر الناس، بشاهد أدلى بشاهدة زور في فناء
الدار، ثم قال: (وان كنت كاذبا، فليمتني الله، هنا، في الحال! ولم تكد هذه العبارة
تخرج من فم الشاهد حتى سقط على ساحة الأرض، ومات في الحال)، وهناك وقائع أخرى من
هذا النوع حدثت لشدة احساس أصحابها باللوم والذنب.
ثانيا ـ معايير الأخلاق عند المؤمن
ودوافعها:
على خلاف ما
رأينا من اضطراب عند الملاحدة في تحديد الأخلاق ومعايير ضبطها، نجد الأمر واضحا
لدى المؤمن، ذلك أنه لا يستند في تحديد الأخلاق إلى الطبيعة العمياء الصماء
البكماء، ولا إلى عقله القاصر المضطرب، ولا إلى بيئته المتلونة، وإنما يستند إلى
مصدر ثابت لا يتلون ولا يتغير، وهو العالم بكل شيء، وهو الله تعالى..
وهنا يبادر
الملحد إلى الضحك على مثل هذا التفكير، وطبعا نحن لن نجادله في ذلك، ولكنا ندعوه
إلى النظر في النتيجة التي يخلص إليها المؤمن نتيجة هذا الإيمان، والنتيجة التي
يخلص إليها الملحد، فالنتائج هي التي تحدد مدى صدق المقدمات.
وسنذكر هنا بعض
النتائج التي يصل إليها المؤمن نتيجة هذا، لنرى مدى الفرق بينها وبين الرؤية
الإلحادية[1]:
[1] انظر: الملحدون والمسألة الأخلاقية..
تحليل نقدي من خلال المقارنة بين الإلحاد والأديان، أ. سلمان عبد الأعلى، مجلة
نصوص معاصرة، وقد حاولنا أن نلخص الكثير مما ذكره هنا، ومثله من كتاب: الإسلام
يتحدى، لوحيد الدين خان.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 371