نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 368
منظومة أخلاقية،
وسنناقش هذه الدوافع وما يرتبط بها في الوجوه التالية [1]:
الوجه الأول:
ذكره أن (الملحد يخاف على حياته لأنه لا يملك غيرها) مغالطة كبرى، فالمؤمن مع حرصه
على جزاء الآخرة، يحرص على الدنيا أيضا، ذلك أنها في نظره مزرعة الآخرة، وأنها
تكون جيدة بقدر ما كان عمله خيرا في هذه الحياة.
والفرق بين
المؤمن والملحد في هذا هو أن المؤمن إن وجد هدفا أسمى وأبعد من مجرد مصلحته
الشخصية؛ فهو مستعد للتضحية بحياته في سبيلها، بينما الملحد لا يملك مثل هذا
الدافع.
والملاحدة هنا
يستغلون بعض الأخطاء التي وقع فيها الدين المزيف، فهذه لا تمثل الدين، وإنما تمثله
التضحيات النبيلة التي لا يشك أحد في عقلانيتها ومصلحتها.
الوجه الثاني: أن
ما ذكره ذلك الملحد، وغيره من الملاحدة من قوله: (فإذا قتل أو سرق فإنه سيدخل
السجن وسيضيع عمره مسجونا، ولذلك سيتجنب القتل والسرقة)، يدل على أنه لا توجد قيم تمنع
الملحد من القيام بأعمال خاطئة إن أمن العقاب.. فهو يترك القتل والسرقة خوفا من
العقاب الدنيوي، وهذا يعني أنه إن أمن العقاب لا يتورع من القيام بالجريمة، ولكن
المؤمن لديه رادع إضافي، وهو خوفه من الله وعقابه.
وبناء على هذا،
وعلى تصورات الملحد بأن القيم المادية ومصالحه الشخصية وحدها من يحدد له صوابية
العمل وخطأه يقع في جرائم كثيرة كتلك الجرائم التي قام بها هتلر، الذي كان يعتمد على
نظرية دارون أثناء قيامه بمحاولة تحسين النسل، فقام بإعدام ما يقارب الـ 60 إلى 70
معاقا في كل يوم، كل ذلك حتى ينقي المجتمع الألماني من العاهات والعيوب
[1] استفدنا هذه المناقشات من مقال حول
الموضوع بعنوان: أخلاق الملحد وأهدافه في الحياة، وهو موجود في مدونات مختلفة،
منها مدونة: المادية والإيمان بالله..
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 368