نام کتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 8
الخبر ما حدُّهُ؟ قول أو كلام أو مركب تركيبًا إسناديًا تامًا يحتمل الصدق والكذب لذاته، ما يقابله؟ الإنشاء وهو ما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.
محتمل للصدق والكِذْبِ الخبر ... وغيره الإنشا ولا ثالث قر
يعني: استقر عند البيانيين أن الكلام منقسم إلى هذين النوعين، ما احتمل الصدق والكذب لذاته فهو خبر، وما لا يحتمل فهو إنشاء.
ومن التفرقة بين النوعين من باب الإيضاح أن يقال:
الخبر فيما مضى، والإنشاء فيما يستقبل. الخبر يكون عن شيء مضى ولذلك يقال: صدقت وكذبت. وصدقت وكذبت إنما المراد بالصدق هو مطابقة الواقع، والمراد بالكذب هو عدم مطابقة الواقع، ومطابقة الواقع وعدمها إنما تكون في شيء وقع وحصل.
وأما الإنشاء فيكون في شيء مستقبل. ولذلك لا يصح أن يقال إذا ... قال: هل زيد قائم؟ يقول له: صدقت. أو ليس زيدًا موجود يقول له: كذبت. لماذا؟
لأن هذا شيء لم يقع فكيف حينئذٍ يحكم عليه بأنه لم يطابق الواقع، أو أنه قد طابق الواقع. إذًا نقول: القضية هي بمعنى الخبر، الذي يسميه البيانيون بالخبر هو الذي يسمى قضية عند المناطقة بمعنى واحد، والبحث هنا أكثره مأخوذ من علم المنطق، والقضية قول يحتمل الصدق والكذب لذاته، قول المراد به الجملة الاسمية أو الجملة الفعلية يعني: مركب الإسنادي التام يحتمل الصدق وهو مطابقة الواقع، والكذب وهو عدم مطابقته للواقع لذاته، هذا الاحتراز لأي شيء؟
للإدخال أو للإخراج؟ لذاته، للإدخال أو للإخراج؟
.
فلا يسمى خبرًا؟! لا العكس لذاته للإدخال، لأن الخبر باعتبار الصدق والكذب ثلاثة:
ما لا يحتمل إلا الصدق.
ما لا يحتمل إلا الكذب.
ما يحتمل الصدق والكذب.
وكلها تسمى أخبارًا، اللفظ الكلام من حيث هو باعتبار الصدق والكذب ثلاثة أنواع:
منها: ما لا يحتمل إلا الصدق، وهو كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
ثانيًا: ما لا يحتمل إلا الكذب، دجال كذاب لا يتكلم إلا بكذب، تعرفه لا يحتمل كلامه إلا الكذب.
وثالث: وهو ما يحتمل الصدق والكذب.
فحينئذٍ لما ذكرنا القسم الأول وهو كلام الله تعالى قلنا: لا يحتمل إلا الصدق، لماذا؟ ليس لذات الكلام اللفظ، وإنما باعتبار نسبته إلى قائله، حينئذٍ لما نظرت القائل وهو الله عز وجل قلت: كلامه لا يحتمل إلا الصدق. وهو كذلك.
نام کتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 8