نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 142
وأنشدت لمعاوية بن أبي سفيان متمثّلا بقوله:
فلا تيأسن واستغن بالله إنّه … إذا شاء [يوما] حلّ عقد تيسرا (1)
358 - لأبي العتاهية:
إنّما الدّنيا هبات … وعوار مستردّه (2)
شدّة بعد رخاء … ورخاء بعد شدّه
359 - وروي عن أحمد بن أبي دواد قال: كنت بحضرة المعتصم، وقد أحضر تميم بن جميل الطّوسي [3] مصفّدا بالحديد، وقد بسط له النّطع وانتضي السّيف وأمر بضرب عنقه. وكان رجلا جسيما وسيما، فأحبّ المعتصم أن يستنطقه لينظر أين مخبره من منظره [4]، فقال له: تكلّم. فقال أما إذ أذن لي أمير المؤمنين في الكلام: فالحمد لله اَلَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ اَلْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ [السجدة:7] يا أمير المؤمنين، جبر الله بك صدع الدّين، ولمّ بك شعث المسلمين. إنّ الذّنوب تخرس الألسنة، وتخلع الأفئدة، وايم الله لقد عظمت الجريرة، وانقطعت الحجّة، وساء الظّنّ ولم يبق إلا عفوك وإبقاؤك [5]. ثم قال:
(1) ما بين معقوفين ليس من الأصل استدركته لإقامة الوزن.
358 - الديوان صفحة (524) من تكملة الديوان.
(2) في الأصل: وعواري.
359 - العقد الفريد 2/ 158، المستجاد (117)، الفرج بعد الشدة 4/ 89، زهر الآداب 3/ 200، معجم البلدان (رحبة مالك) 3/ 34 والخبر فيه بين مالك بن طوق التغلبي والخليفة هارون الرشيد. وكذا هو في فوات الوفيات 3/ 231. والذي في زهر الآداب: كان تميم بن جميل بشاطئ الفرات، واجتمع إليه كثير من الأعراب، فعظم أمره، وبعد ذكره فكتب المعتصم إلى مالك بن طوق في النهوض إليه. [3] في المستجاد، وزهر الآداب: تميم بن جميل السدوسي الخارجي. [4] جاء في الحاشية: وفي نسخة: أين عقله في ذلك الوقت. فقال له: يا تميم، إن كان لك عذر فأت به. فقال: أما إذا أذن أمير المؤمنين في الكلام. [5] في مصادر الخبر: ولم يبق إلا عفوك أو انتقامك.
نام کتاب : أنس المسجون وراحة المحزون نویسنده : الحلبي، صفي الدين جلد : 1 صفحه : 142