هذا ما تذكرت منها، وربما وقع فيها تقديم وتأخير، لطول العهد بها. وقال أيضا:
لا تَسمعي زُور واشٍ في محبكم ... ولا يريبكِ رَيثٌ في زيارته
فليس بيتكِ إلا بيت عاتكةٍ ... به الفؤاد وإن أمرو بساحَته
وإن تدم هكذا منهم مراقبة ... كلٌّ تعوَّدَها مغرى بعادته
تركت دين أخي الأنصار منتصراً ... بما توخى اينُ بُرْدٍ في مقالتهٍ
إذ قال لمَّا تشكي كثرة الرقبا ... من راقب الناس لم يظفَرْ بحاجته
وإنْ كتمَ الهوى عبءٌ بحامله ... ويوم تبدو الخفايا يوم راحته
وله من قصيدة يمدح بها أشياخه:
هذا وطب نفساً وثقْ بالهنا ... فهو البسيط يَداً لمَنْ مَدَّ اليَدَا
نحنُ العَبِدَّانُ الأُلى هُوَّ ربُهمْ ... والرَّبُّ إنْ يَعْزُزْ يُعِزَّ الأعْبُدا
وكفى اصْطِفاءً كوْنُنا منْ أمَّةٍ ... وَسطٍ أجابَتْ مصطفاها أحمدا
ولنا استنادٌ بعدُ للعَمَد الأُلى ... رُفِعوا فكانوا يرفعون المُسندا
لهم التَّصَدُّرُ في قضِيَّاتِ العلى ... كلٌّ لإِسْنادٍ إليهِ تَجَرَّدا
لا تَخْشَ إنْ رفُعوكَ نَسْخاً كائنا ... منْ فعلٍ أمْسى في الزّمانِ ولا غدا
وإذ تصرَّف فعلُهمْ في جامِدٍ ... ما خافَ بعد تصرُّفٍ أن يَجمدا
منهم جميعاً نفتدى بأئمّةٍ ... متحملين لأمر مَنْ بهمُ افتدا