وإذا سَهوْنا في القيام بأمرنا ... حَملوهُ عَنَّا رُكّعا أو سُجَّدا
رَووا الصّحاح من الحقَائق أسندتْ ... عنْ سيدٍ في الفضل يقفوا سَيدا
متواتِراً إسنادها متسلسلاً ... حتى انتهى للمنتهى متصعدا
طبعوا على كرم النفوسِ جبلَّةً ... موْرُوثةً فيهم تراثاً مُتْلَدا
لو انهُمْ عمدوا إلى فعل الخنا ... لأبتْ طباعُ نفوسهم أن تعمدا
قوم هم دُعُمُ الهدى لا تعدُونْ ... عيناك عنهم إن ترد دعُمَ الهُدى
فهمُ الألى كسوا العلى أبعى الحلي ... فيهم تجلّتْ لؤلؤاً وزبرجدا
سمطا غدوا في جيدها وأساوراً ... في المعصمين وفي النواظر إثمدا
الراشدون المرشدون إلى العلى ... الدافعون الذائدون الوُرَّدا
فهم السيول المحييات من اجتدى ... وهم السيوف المرديات من اعتدى
لحظاتهم تحيى الرميم وعندهم ... هممٌ قويات يذبْنَ الجلمدا
لو حاولوا نيل السماكِ بعزمهم ... نالوا الثريا بعده والفرقدا
ولهم بصائرُ نيرات تنجلي ... حُجُبُ الغيوب بها إلى أن تشهدا
والكيمياءُ من السعادة عندهم ... إكسيرها يدَعُ الحجارة عسجدا
فإذا هُم نظروا البغاث استنسرت ... وإذا هُم لحظوا أويسَ استأسَدا
ولديهمُ جَعْلُ السُّكَيتِ مجلّياً ... ولديهمُ جعلُ الثفالِ خفيددا
طرق الإرادة إن أرادوا طيها ... تركوا أقل من الذراع الفدفدا
ومتى يحرْ في تيهها ذو حيرة ... ظهروا له بالدوّ منها أنجُدا
وإذا ادلهمَّ ظلام ليلِ جهالة ... لاحوا ففاقوا النيراتِ توقدوا
وإذا اشتكى لفح السَّموم أخو صدى ... أجروا من السَّلْسال بحراً مزبدا
وتقدموا يهدونه في سيره ... لوردوه حتى يُرُوه الموْردا
راحُ المعرف إن تعاطوا كأسَهَا ... لم يدفعوا عنها نديماً عربدا
وكذاك إن دهم العدى لم يخذلوا ... ممن يواليهم جباناً عرَّدا