نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 96
تزيد / علما بقدرة الله تعالى وحكمته، وتدعو إلى شكر نعمته، وقيل: ليس بينك وبين [55 ب] بلد نسب، فخير البلاد ما حملك، وقال ابن قلاقس [1]: (من مجزوء الكامل)
سافِرْ إذا حاولتَ قَدْرا ... سارَ الهلالُ فصارَ بَدرا
وقال أيضا ([2]):
ليس ارتحالُكَ تَرْتَادُ الغِنَى سفراً ... بَلِ المُقَامُ على خَسْفٍ هو السفرُ
وقد استعار الطغرائي الحديث للعلى؛ لأن العلى أمور معنوية لا تتصف بالكلام، ولكنه لمّا جرّب وجود العز بالنقلة والحركة، صارت التجربة عنده علما استفاده، فكأنه حدثته العلى بذلك، فأسند ذلك إلى العُلى تعظيما للرواية في إسنادها إلى العُلى ليتلقّاها السمع بالقبول، قوله وهي صادقة جملة اعترض بها، وقد زادت الكلام حسنا لتأكيد الصدق عند المخاطب، كما تقول: حدّثني فلان، وهو صادق، فيما يرويه، طلبا للتأكيد في قبول ما يأتي به من الرواية عمّن يروي الحديث عنه، وهذا أبلغ من قوله: إنّ العلى حدثتني فيما تحدث إن العز في النقل، ومن الجمل الاعتراضية قوله تعالى: [فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ] [3] فاعترض اعتراضين: أحدهما أصل، والثاني فرع، الأول اعتراضه بقوله: وإنه لقسم، بين قوله بمواقع، وبين قوله: إنه لقرآن كريم، الثاني أنه اعتراض بقوله لو تعلمون بين قوله وإنه لقسم، وبين قوله عظيم، وقد رأيت ما أفادت هاتان الجملتان في الاعتراض من الجزالة والبلاغة.
لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً ... لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
اللغة: الشرف: العلو والمكان العالي، والمأوى: كل مكان يأوي إليه / الشيء ليلاً أو [56 أ] نهارا، وبلغت المكان: إن وصلت إليه، ومنى: جمع مُنية، وهي ما يتمناه الإنسان، تبرح: لا أبرح، أي لا أزال، دارة الحمل: قال الشارح: لا أعرف الدارة إلاّ للقمر، اللهم إلاّ أن تكون الدارة ما يدور حول الشيء، والحمل: أول برج الكواكب.
الإعراب: في شرف، في هنا ظرفية، وتتعلق بمحذوف هو خبر إنَّ تقديره مستقر، فالجار والمجرور هنا سدّ مسدّ الخبر، والمأوى: مجرور بالإضافة، بلوغ: منصوب على أنه اسم إنّ، ومنى في موضع جر بالإضافة المعنوية، لم تبرح: جازم ومجزوم، وبرح من أخوات كان، ترفع الاسم وتنصب الخبر، وهذه الجملة جواب الشرط الذي في لو، الشمس: اسم تبرح، والألف واللام لتعريف الحقيقة أو للعهد الجنسي أو الذهني، يوما: مفعول فيه، [1] ديوانه (م). [2] يفهم من قوله: وقال أيضا أن القائل ابن قلاقس، وليس كذلك، فالقائل هنا مجهول، والبيت في الغيث المسجم 2/ [88 ب] لا عزو. [3] الواقعة 75 ـ 77
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 96