responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 95
طَرَدتُ مِن مِصرَ أَيديها بِأَرجُلِها ... حَتّى مَرَقنَ بِنا مِن جَوشَ وَالعَلَمِ
تَبري لَهُنَّ نَعامُ الدَوِّ مُسرَجَةً ... تُعارِضُ الجُدُلَ المُرخاةَ بِاللُجُمِ
وما أحسن قول أبي الطيب [1]: (من الطويل)
وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا ... فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا
تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً ... كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا
وقد أخذ عبد الصمد بن بابك قول أبي الطيب في تشبيه العنان بالأفاعي، وزاد عليه زيادة حسنة / فقال في زمام الناقة: (من الكامل) ... [55 أ]
ولَقدْ أتَيتُ إِليكَ تحملُ بزَّتي ... حَرفٌ يُسكَّنُ طَيشهَا الدّأَلانُ (2)
يَنفِي الزَّفيرُ خُطامهَا فكأنما ... غَارٌ يُحاول نَقبه ثُعبانُ
وقال آخر [3]: (من الطويل)
رَجيعَةِ أَسفارٍ كَأَنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدى يُسرى الذِراعَينِ مُطرِقُ

إنَّ العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ ... في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ
اللغة: النقل: جمع نقلة.
الإعراب: إنَّ العلى: إنّ واسمها، حدثتني: في موضع رفع خبر إنّ، وهي: الواو واو الابتداء، صادقة: خبره، وما: اسم ناقص لا يتم إلاّ بصلة وعائد، تحدث: فعل مضارع، وهو صلة ما التي تقدّمت، والعائد محذوف لأنه فضلة، تقديره فيما تحدثه، إنّ العزَّ: إنّ واسمها، وهي مكسورة؛ لأنها محكية بالقول، والجار والمجرور متعلق بمحذوف هو خبر إنّ، تقديره إنّ العزّ يستقرّ في النقل، وقوله: إنّ العزّ وما بعده في موضع نصب على أنه على أنه مفعول ثان، وقوله: وهي صادقة جملة اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب.
المعنى: إنّ العلى حدثتني فيما حدثت من الأخبار إتّ العز موجود في النقل من مكان إلى مكان، والاغتراب من مكان مبا بساكنه إلى مكان يلائمه ويوافقه، وينال فيه المعالي، وقد أكثر الشعراء من الحث على الانتقال والحركة، قال أبو تمام [4]: (من الطويل)
وَطولُ مُقامِ المَرءِ في الحَيِّ مُخلِقٌ ... لِديباجَتَيهِ فَاِغتَرِب تَتَجَدَّدِ
فَإِنّي رَأَيتُ الشَمسَ زيدَت مَحَبَّةً ... إِلى الناسِ أَن لَيسَت عَلَيهِم بِسَرمَدِ
ومن كلام الحكماء: إنّ الله لم يجمع منافع الدنيا في مكان من الأرض، بل فرّقها، وأحوج بعضها إلى بعض، وقيل: إنّ المسافر يجمع العجائب، ويجلب المكاسب، وقيل: الأسفار مما

[1] ديوانه 2/ 203ـ 204.
(2) البيتان في الغيث المسجم 2/ 84، الدألان: الخادع
[3] لذي الرمة، ديوانه (م).
[4] ديوانه، ص 98
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست