نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 61
فالعودُ يُنْبِيكَ عن مكنونِ باطنهِ ... دُخَانُهُ حين تُلْقِيهِ على النَّارِ
وقال الشارح في شرط الصحبة: (من المتقارب)
صديقَكَ مهما جَنى غَطِّه ... ولا تُخْفِ شيئاً إذا أحسْنا (1)
وكن كالظلام معَ النَّار إذ ... يوارِي الدُّخانَ وَيبْدِي السنَّا
قال الشارح: وكأني بالطغرائي وقد جرَّ هذا الصاحب فانجزم، وطلب إقباله على النصرة له فانهزم، وسامه الوقوع على المساعدة فتعلّى، ورام النجدة منه فقرأ عبس وتولى.
سأل أبو جعفر المنصور بعض الخوارج فقال له: أخبرني أي أصحابي كان أشد إقداماً في مبارزتك، فقال: ما أعرف وجوههم، ولكن أعرف قفاهم، فقل لهم يدبروا اعرّفك، أخذ ابن الرومي هذا المعنى، وزاده وزنا فقال: (من المنسرح)
قِرن سليمان قد أضرَّ به ... شوق إلى وجهه سيتلفُه
كم يَعِدُ القرن باللقاء وكم ... يكذب في وعده ويخلفه
/* [2] لا يعرف القِرنُ وجهه ويرى ... قفاه من فرسخ فيعرفه
تنامُ عنِّي وعينُ النجمِ ساهرةٌ ... وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ
اللغة: النوم: معروف، والعين: حاسة الإبصار، والجمع أعين وأعيان وعيون، وتصغيرها عُيينة، النجم: الكوكب، ومتى أُطلق فالمراد به الثريا، ساهرة: السهر ضد النوم، تستحيل: الاستحالة التغيُّر، والصبغ: اللون، تقول: صبغت الثوب أصبغه، والصِبغ بالكسر ما يُصبغ به، فعلى هذا الصحيح في البيت صَبغ بالفتح، الليل: معروف.
الإعراب: تنام: فعل مضارع، حذفت منه هنا الهمزة التي للاستفهام؛ لأن أصله أَتنام عنِّي، وحذفها جائز في الضرورة، عنِّي: جار ومجرور، وعين النجم: الواو للابتداء، وعين مرفوع على أنه مبتدأ، والنجم مجرور بالإضافة، والإضافة هنا معنوية، وهي مقدرة باللام، ساهرة: مرفوع على أنه خبر المبتدأ، والأحسن أن تكون ساهرة منصوبة على الحال، والخبر محذوف، كما قُرئ: [وَنَحْنُ عُصْبَةً] [3]، معناه ونحن نُرى عصبة، وكذا يقدّر هنا وعين النجم تُرى ساهرة لأجلي، وتستحيل عليّ، وهذا صبغ الليل يُرى غير حائل، وفي تقديره هكذا توبيخ له؛ لكونه من ذوي الحواس، وقد نام عنه، واستحال عليه، وهذان غير حاسّين، ومع ذلك فقد سهرت عين النجم ورُئيت في حالة غير نائمة، ولم يستحل صبغ الليل رحمة ووفاء، وإذا جعلت ساهرة خبرا لعين النجم، وصبغ مبتدأ، ولم يحل الخبر، وكانت الجملة في الموضعين في تقدير الحال، ذهب معنى التقريع والتوبيخ الذي تقرّر،
(1) الغيث المسجم 1/ 334 [2] * من هنا تبدأ الصفحة [28 أ] من النسخة ب. [3] بالنصب رواه النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب، مختصر في شواذ القرآن ص 62. (يوسف 8).
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 61