responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 108
وقول محيى الدين بن عبد الظاهر [1]: (من الكامل)
مَرِضَ الزمانَ وقد تمسَّكَ طَبْعُهُ مِنْ شَرَّ قُولَنْجٍ بهِ يَتَمَغَّسُ
حَقَنَتْهُ آراءُ المُلوكِ فجَاءهُ أهلُ المَنَاصِبِ كلُّ شَخْصٍ مَجْلِسُ

تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ ... وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ
اللغة: تقدّمتني: صار أمامي، أُناس: هو الأصل في الناس فخفف، وعن بعضهم أنه كان يقول: مسكين الإنسان ما ذكره الله في القرآن إلاّ في مكان ذمٍّ أو شرٍّ، مثل قوله: [قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ] [2]، [وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا] [3] و [يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ] [4]، وهذا معنى حسن نظمه الشارح، فقال [5]: (من مجزوء الكامل)
يا أيُّها الإنسانُ لا تفجُرْ بغيرِ تُقىً وعلمِ
وانْظُرْ فأكثرُ ما أتى الـ ... قرآنُ باسمكَ عند ذَمِّ
والشوط: الطَلَق، وخطو: جمع خطوة، والمهل: التؤدة والتأني.
الإعراب: تقدمتني أناس: فعل وفاعل، وشوطهم: اسم كان، وراء: ظرف، وهو خبر كان، وبعضهم روى هذا البيت: وراء خطوي إذ أمشي على مهل [6]، وفي هذه الرواية فائدة ليست في الأولى؛ لأن إذ ظرف لما مضى من الزمان، ففيه دليل على أنه كان قد تقدم له قبل ذلك سؤدد وعلو، وأولئك كانوا متأخرين، وعلى رواية (لو) لا تفيد ذلك.
المعنى: صار أمامي، وعلاني وتقدمني قوم كان جريهم خلف خطوي إذا مشيت متمهلا، وهذه مبالغة في سوء الحال، وإخناء الزمان عليه بأن تعوقه الليالي والأيام عن السعي؛ حتى يتقدمه الذين كانت نهايات أشواطهم إذا بلغوها / وراء خطوه المتمهل، نعم: [62 ب] (من السريع)
إنَّ المقاديرَ إذا ما مضتْ ... ألحقتِ العاجزَ بالحازمِ (7)
ولكن مَنْ رُمِي بهذا السهم الصائب، ومُنِي من الزمن الخائب بهذه النوائب، حقيق بأن يُظلم ويتشكّى ويتألم ويتكلف بأن يقول له حيث لم يتكلم [8]: (من الطويل)

[1] البيتان في الغيث المسجم 2/ 207
[2] عبس 17
[3] الاسراء 11
[4] الانفطار 6
[5] البيتان في الغيث المسجم 2/ 208
[6] عجيب أمر المختصر، فقد أثبت رواية (إذ) في البيت، وهنا يقول: وبعضهم روى هذا البيت (وراء خطوي إذ أمشي على مهل) وسبب ذلك أن البيت ورد في الغيث المسجم 2/ 209 (لو أمشي) فنسي المختصر أنه أثبت رواية إذ، وأخذ يتحدث وكأنه أثبت رواية (لو)، والسبب أنه ينقل حرفيا عن الغيث المسجم دون تبصر.
(7) البيت لابن الوردي، ديوانه / (م)، وفيه: إذا ساعدت.
[8] لأبي العلاء المعري، ديوان سقط الزند، ص 16
نام کتاب : شرح لامية العجم نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست