responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 324
فإن اللطف يناسب ما لا يدرك بالبصر، والخبرة تناسب من يدرك شيئا؛ لأن الخبير من له علم بالخفيات، ومن جملة الخفيات بل الظواهر الإبصار فيدركها.
ويلحق بها ما يسمى إيهام التناسب، وهو الجمع بين معنيين غير متناسبين بلفظ يكون لهما معنيان متناسبان، وإن لم يكونا مقصودين هنا، كقوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [1]، فالنجم هنا النبات الذي لا ساق له كالبقول وهو إن لم يكن مناسبا للشمس والقمر يوهم نجم السماء وهو مناسب لهما.
الإرصاد, التسهيم:
الإرصاد لغة نصب الرقيب في الطريق والتسهيم جعل البرد ذا خطوط كأنها فيه سهام, واصطلاحا أن يجعل قبل آخر الفقرة أو البيت ما يفهمهما عند معرفة الروي، كقوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [2]، وقول البحتري:
أحلت دمي غير جرم وحرمت ... بلا سبب يوم اللقاء كلامي
فليس الذي حللته بمحلل ... وليس الذي حرمته بحرام
فالسامع إذا وقف على قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي} ، بعد الإحاطة، بما تقدم علم أنه ليس "إلا الكفور"، والحاذق بمعاني الشعر وتأليفه يعلم بعد أن عرف البيت الأول وصدر الثاني في بيتي البحتري أن ليس عجزه إلا ما قاله.
المشاكلة:
هي لغة المماثلة واصطلاحا ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا، فالأول كقوله عز وعلا: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [3]، إذ الجزاء على السيئة ليس بسيئة في الحقيقة لكنه سمي سيئة للمشاكلة اللفظية، وقوله عليه السلام: "إن الله لا يمل حتى تملوا" [4]، فقد وضع: لا يمل، موضع: لا يقطع عنكم ثوابه.

[1] سورة الرحمن الآيتان: 6 و7.
[2] سورة سبأ الآية: 17.
[3] سورة الشورى الآية: 40.
[4] المعنى إن الله لا يقطع عنكم نعمه وفضله حتى تملوا عن مسألته.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست