responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
إذن: الصحيح أنه علمٌ وهو مشتق خلافاً لمن قال: إنه جامد لا يدلّ إلا على الذات، وهو أعرفُ المعارف، وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العُلى، لذلك فهو يَستلزمُ جميع الأسماء، وقد نصَّ ابن القيم رحمه الله: أن جميع الأسماء تفصيلٌ وتبيينٌ لمعنى هذا الاسم، لذلك هو يكون متبوعاً، الله هو الرحمن .. الرحيم .. الملك .. القدوس .. السلام إلى آخره، لكن ما يأتي العكس، ما يأتي تقول: الرحمن هو الله، أو الجبار هو الله، لماذا؟ لأن الله مستلزم لغيره، وهو مُتضمِّن لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى، وهذه قاعدة عامة: أن أسماء الله تعالى ... ، لذلك ابن القيم رحمه الله تعالى نص على أن الأسماء أعلامٌ وأوصافٌ، أعلام من جهة دلالتها على الذات، وأوصاف من جهة دلالتها على صفةٍ للذات.
فإذا قيل: أسماء الله هل هي مترادفة أم متباينة؟ نقول: فيه تفصيل: هي مترادفة باعتبار دلالتها على الذات؛ لأن الله يصدُقُ على ذات الربِّ جل وعلا، الرحمن: مَصدَقُه ما صدقَ عليه لفظ الله، الرحيم: يصدق عليه ما صدق عليه الله والرحمن، إذن: من حيث دلالته على الذات: الذات واحدة، وأسماؤها متعددة، هذا لا إشكال فيه، فحينئذٍ تكون مترادفة، وباعتبار دلالة كلّ اسمٍ على معنًى مستقل مُغاير للاسم الآخر هي متباينة، فمدلولُ العليم ليس هو مدلول البصير؛ لأن البصير يدلُّ على صفة البصر، والسميع يدل على صفة السمع، والعليم يدل على صفة العلم، والسمع والبصر والعلم هذه متباينة.
إذن: هي أعلامٌ وأوصاف؛ لأن بعضهم يرى أن الرحمن ليسَ علماً، وإنما هو كالعلم؛ لأنه جاء تابعاً وجاء متبوعاً، جاء تابعاً كما هو معنا: بسم الله الرحمن، الرحمن هذا يُعرب؟ نعم، للفظ الجلالة، والأعلام لا يُنعتُ بها، قاعدة عند النحاة: أن المعارف تنقسمُ باعتبار ما يُنعت به وينعت إلى أقسام ثلاث مرَّت معنا:
منها ما يُنعتُ ولا يُنعتُ به، يعني: يوصف هو، "زيدٌ عالم"، "زيدٌ العالم قادم"العالم: هذا نعت لزيد وهو علم، يجوز أن يُنعت، لكن هل يُنعت بزيد؛ يقع صفةً لزيد؟ لا يقع، فلما وقع الرحمن هنا صفة لغيره: لفظ الجلالة، قالوا: إذن هو ليس علماً، بل قيل: هو كالعلم، وهذا اختيار ابن هشام.
والصواب: أنها أعلام وأوصاف، فحينئذٍ نجيبُ على أن الرحمن وقعَ نعتاً هنا ووقع نعتاً باعتبار كونه متضمناً لصفة، يعني: لُوحِظَ فيه الوصية فنُعت به، ولا إشكال في ذلك، وجاء: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) [طه:5] الرحمن: هذا مبتدأ، مستقلاً ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ)) [الرحمن: 1 - 2] جاء مستقلاً وجاء تابعاً، إذن: هو علمٌ دالّ على الذات وهو أيضاً مُتضمّنٌ لصفة حيث وقعَ مُخبَراً عنه فهو علم ولا إشكال وحيث وقع نعتاً به فهو من حيث الوصفية ولا إشكال، إذن: أعلام وأوصاف لا تنافي بينهما.
إذن: نقول الله عَلَمٌ مشتقٌّ متضمِنٌ لصفة وهي الألوهية، وهو أعرف المعارف.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست