responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 4
بسم الله الرحمن الرحيم: كما سبقَ أن الباء هنا للاستعانة، أو للمصاحبة على وجه التبرك، والتقدير حينئذٍ يكون: بسم الله أؤلف حال كوني مستعيناً، بسم الله متبركاً به، اسم: مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه، اسم: نكرة، ولفظ الجلالة أعرف المعاني، وعند الأصوليين: أن الاسم النكرة إذا أضيف إلى معرفة أفاد العموم: ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ)) [إبراهيم:34] يعني: نِعمَ الله.
وهنا: بسم الله، أي: بكل اسمٍ هو لله، سمّى به نفسه، أو أنزله في كتابه، أو علَّمه أحداً من خلقه، أو استأثر به في علم الغيب عنده، حينئذٍ أقول: هذا يفيدُ العموم، فالذي يستعينُ بسم الله، إنما يستعينُ بكل اسم هو لله، على ما ذكرنا، لماذا؟ لأن لفظ اسم هذا نكرة، وقد أُضيف إلى أعرف المعارف، فاكتسب العموم كما في قوله تعالى: ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تحصوها)) [إبراهيم:34] نعمة الله، يعني: نِعَم، وليست واحدة، بل هي نِعَم، من أين أخذنا هذا؟ نقول: نعمة، هذا نكرة أو اسم جنس أضيف إلى معرفة.
بسم الله: "الله" على الصحيح أنه علمٌ مُشتقٌّ وليس جامدا، وبعض أهل العلم يرى أنه جامد، ومعنى أنه جامد: أنّه لا يدلّ على صفة، لا يدلُّ إلا على الذات فقط، وهذا ليس بصحيح، بل الصواب: أنه مشتقٌّ، وأصله: (الإله) حُذفت الهمزة تخفيفاً، ثم التقت اللام الأولى وهي ساكنة واللام الثانية وهي متحركة، فأُدغمت اللامُ في اللام فصارتا في اللفظ لاماً واحدة، في اللفظ أما في الحقيقة فهي لامان، فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشدَّدة، ثم فُخِّم للتعظيم، أصله الله بدون تفخيم، ثم فُخِّم تعظيماً فقيل: الله، ومتى يكون هذا؟ بعد فتحٍِ أو ضمٍ، أما إذا كسر ما قبله فحينئذٍ تُرقَّق اللام.
وفخّمِ اللاَّمَ من اسمِ اللهِ ... عَن فتحٍ او ضمٍ كـ: عبدُ اللهِ

وفخّم اللام من اسمِ الله عن فتحٍ، يعني: بعد فتحٍ، أو ضمٍّ، إذن: نصَّ على الفتح وعلى الضم، ماذا بقي؟ الكسر، بمفهوم المخالفة أنه لا يُفخَّم، وهذا مذهب جمهور العلماء، وقيل: يُرقَّق مطلقاً، وقيل: يُفخَّم مطلقاً، والأصح الأول.
إذن: هو مشتقٌّ من الإله، والإله هذا فِعال بمعنى: مَفعول، أي: المعبود، إذن: بسم الله، يعني: باسم المعبود الحق وهو الله، والإله هذا مشتقٌّ من الألوهية؛ لأن إله: فِعال، مشتقٌّ من الألوهية، والألوهية معناها: العبودية، تقول: فلان تألّهَ بمعنى: تعبَّد:
لِلَّهِ دَرُّ الغانِيَات الْمُدَّهِ ... سبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي

يعني: من تعبّدِ، إذن الله معناها: ذو الألوهية والعبودية على خلقِهِ أجمعين، هكذا ذُكر عن ابن عباس رضي الله عنه.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست