responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 6
الرحمن الرحيم: هذان اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، إلا أن الرحمن أبلغ من الرحيم، لمَ؟ لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالباً، وهنا: أين زيادة المبنى؟ رحمن خمسة أحرف، والرحيم رحيم فعيل، أربعة أحرف، والعربُ لا تزيدُ حرفاً في الكلمة إلا لمعنًى هذا الأصل، ولذلك يجوزُ على فَعلان يدل على الانتباه مثل غضبان وعطشان، ابن القيم له كلام نفيس في هذا يقول: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) [طه:5] الرحمن: فعلان، ((عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)) [طه:5] يعني: على الخلقِ كلِّه، لمَ اختِير اسم الرحمن هنا؟ إلا للدلالة على أن الأصلَ رحمة الرب جلّ وعلا، وأن العقابَ والغضبَ فرعان عن الرحمة، لذلك جاء في الحديث: {رحمتي سبقت غضبي}.
الرحمن الرحيم، قلنا: اسمان مُشتقّان من الرحمة على وجه المبالغة إلا أن الرحمن أبلغ من الرحيم؛ لأنه أكثر حروفا من الرحيم، ومن جهة المعنى هو رحمةٌ عامة، ومن جهة اللفظ هو خاص، يعني: لا يجوزُ أن يُسمّى كما هو في لفظ الجلالة: الله، لا يُسمى بها غيره: ((هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)) [مريم:65] ... لا، الرحمن من جهة اللفظ لا يجوز إطلاقه على غير الله، هذا خاص من جهة اللفظ، ومن جهة المعنى هو عام رحمة عامة، يعني: تشمل الكافرَ والمسلمَ والبهيمةَ هي مرحومة، ومن جهة اللفظ قلنا: خاص، لكن يَرد قول شاعر اليمامة:
سمَوتَ بالمجدِ يا ابنَ الأَكرَمينَ أَباً ... وَأنتَ غيثُ الورَى لاَ زِلتَ رَحمان

أطلق على مُسيلمة: رحمان، ونحن نقول: هذا خاص، العربُ تعرف هذا، الجواب: أن هذا من تعنُّتِهم في كفرهم، يعني: بلغوا الغايةَ في الكفر، حتى أطلقوا ما اختصَّ بالله عز وجل على مخلوقٍ من البشر، وقيل ذكره البيجوري: إن الذي هو مختصٌّ ما كان محلى بـ (أل) الرحمن، والذي أُطلق في البيت السابق: (رحمان) لا زلتَ رحمان، يعني: مُنكراً ففرق بين المنكر والمعرف، هذا البيت أجابَ، أو ردّه بعض الأدباء:
سمَوتَ بالمجدِ يا ابنَ الأَكرَمينَ أَباً ... وَأنتَ غيثُ الورَى لاَ زِلتَ رَحمان
خُصِصتَ بالمقتِ يَا ابن الأَخبثينَ أباً ... وَأنتَ شر الورَى لاَ زلتَ شَيطانَ

الرحمن: قلنا عامُّ المعنى خاصُّ اللفظ، الرحيم عكسه: خاص المعنى؛ لأنه متعلِّق بالمؤمنين، والدليل على هذا قوله تعالى: ((وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)) [الأحزاب:43]. وجه الاستدلال: تقديم ما حقّه التأخير: ((وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)) [الأحزاب:43] بالمؤمنين: هذا جار ومجرور متعلق بقوله: ((رَحِيماً)) [الأحزاب:43] ورحيماً هذا عامل وبالمؤمنين معمول، وحقُّ المعمولِ أن يتأخر عن العامل، وقد يُقدّم على العامل لنكتةٍ منها إفادة الحصر والقصر، وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست