responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
لهذه الأمور الثلاثة أو الأربعة قال: لا يمكن أن تفسَّر الصلاة بمعنى الرحمة، وحينئذٍ اختار ما علّقه البخاري رحمه الله عن أبي العالية أن الصلاة من الله على العبد ثناؤه على عبدِهِ في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة أيضاً ثناؤها على العبد، وصلاة الآدميين سؤالُ اللهِ أن يثني على عبده، اللهم صلِّ على محمد، يعني: اللهم أثنِ على محمد في الملأ الأعلى، يعني: زده تشريفاً ورفعةً وتكريماً.
ثم صلاة الله ما ترنّم .. لماذا صلّى هنا؟ بسملَ ثم حمدلَ، ذكرنا الأدلة لماذا؟ ثم صلاةُ الله، هل هو من باب الاجتهاد أو أنه امتثال لآية وحديث، قالوا: امتثال، وأصح ما يقال أنه امتثال لقوله تعالى: ((وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)) [الشرح:4] قال مجاهد، أي: لا أُذكرُ إلا وتُذكرُ معي، أو ذُكرت معي: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأوردوا حديثهم: {كل كلام لا يبدأ بذكر الله ثم بالصلاة عليَّ فهو أقطع أكتع} أو كما قيل، وهو حديث ضعيف.
وأوردوا: كل كتاب أو: مَن صلّى علي في كتابٍ لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب، وهذا قيل موضوع، لكنه ضعيف.
ثم صلاةُ اللهِ ما تَرنَّما ... حادٍ يَسوقُ العِيسَ في أرض الحِمى

ما ترنم: مبدل، ترنمِ الترنم ما هو؟ التغني، العيس: الإبل، الحادي: سائقها، يعني: مدِّة ترنم الحادي في أرض الحمى؟ أرض الحجاز.
ثم صلاةُ اللهِ ما تَرنَّما ... حادٍ يَسوقُ العِيسَ في أرض الحِمى

المراد بالصلاة هنا قد يُفهم التأخير، يعني: توقيت هذه الصلاة بمدة ترنّم الحادي وليس المراد هذا، وإنما المراد التأبيد، لذلك قال: الحمى، وفُسِّر بالحجاز، لماذا؟ قالوا: لأن الحادي الذي يسوقُ الإبل إلى الحجيج، أو يسوقُ الحجيج إلى أرض الحجاز، هل ينقطع هذا الحادي؟ الحج باقٍ، إذن: الصلاة مؤبّدةٌ مدة تأبيد ووجود الحج إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذن: ليس كما قد فهمه البعض أن الترنم هنا مدة ترنم الحادي أنه يعتبر توقيتاً وتحديداً لهذه الصلاة.
على نبينا: قلنا هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، على نبينا (نا): هذه تدل على المتكلم، وهنا مراده أمة محمد صلى الله عليه وسلم، نبيّ: هذا فعيل. إما أنه مأخوذ من النبأ، وإما أنه مأخوذ من النبو، يحتمل هذا ويحتمل ذاك، بعضهم رجح الأول، وبعضهم رجح الثاني، إذا قيل: من النبأ هو الخبر، وقيل: أعظم الخبر، ((عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)) [النبأ: 1 - 2] هو أعظم الخبر، النبأ هو الخبر، إذا قيل: النبي مأخوذ من النبأ وهو الخبر، وفعيل في اللغة كما سبق مثل بديع، يحتمل أنه بمعنى اسم الفاعل، ويحتمل أنه بمعنى اسم المفعول، فحينئذٍ هنا نقول: نبيّ فعيل بمعنى فاعل، أي: مُخبِر ُعن الله، فعيل بمعنى مفعول أي: مُخبِرٌ عن الله بواسطة جبريل عليه السلام، إذن جاز فيه وجهان.
وكل لفظ في الشرع جاز فيه معنيان تبعاً للفظ فالأصل أنه يحمل عليهما، ما لم يكن تنافٍ بين المعنيين أو المعاني، هذه قاعدة يذكرها أهل العلم في التفسير وغيره.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست