responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 16
ثم: ثم هذه للترتيب، المراد بها الترتيب الرُّتبي؛ لأنه انتقل من بيان حق الله جل وعلا إلى بيان حق أفضل الخلق، وهو النبي صلى الله عليه وسلم:
وأفضلُ الخلقِ على الإطلاقِ ... نبيّنا فَمِل عن الشقاقِ

ثم صلاة الله على نبينا: ما إعراب هذه الجملة؟ مبتدأ وخبر. ثم صلاة الله: هذا مبتدأ، على نبينا: متعلق بمحذوف كائنةٌ على نبينا، ثم صلاة الله، الصلاة في اللغة: المشهور أنها الدعاء عند أكثر المتأخرين، وذكر الأزهري أن الصلاة إذا أُضيفت إلى الله أو إلى الملائكة أو إلى الخلق اختلف معناها، وإن كان الأصل أنها مُشترَكة في الدعاء: فصلاة الله، أو الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار والدعاء، ومن الآدميين التضرع والدعاء، هذا ما عليه أكثر المتأخرين.
إذن: ثم صلاة الله، أي: رحمة الله على نبينا.
لكن ابن القيم رحمه الله أبى، وقال: هذا لا يصحّ أن تكون الصلاة بمعنى الرحمة، يعني: مرادفة للرحمة، قال: لأن الله تعالى يقول: ((أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)) [البقرة:157]، والأصل في العطف التغاير والمغايرة، لا يمكن أن يتحد المعنى، فلو كانت صلوات بمعنى: رحمات، إذن ما الفائدة أن يعطف عليها: ورحمة، عطف الشيء على مثله ممتنع، (كذباً وميناً) شيخ الإسلام يقطع أنه لا يوجد في القرآن وإن وجد في كلام العرب، كذباً وميناً، الميل هو الكذب، لكن هل يوجد هذا في القرآن؟ يقول: لا، ذكره في كتاب الإيمان الكبير.
((أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)) [البقرة:157] قال: لا يمكن أن تكون الرحمة أو الصلاة بمعنى: الرحمة، ثم نظرَ في كون هذه الصلاة من جهة اللفظ ومن جهة المعنى، أما من جهة اللفظ قال: صلّى يتعدّى بعلى، ودعا يتعدّى باللام وعلى، وصلّى التي تتعدّى بـ (على) ليست هي دعا المعداة بـ (على) لماذا؟ لأن صلّى على: لا يكون إلا بالخير، ودعا على: لا يكون إلا بالشر، هذا من جهة اللفظ .. من جهة التعدي، صلى يتعدى بعلى، ودعا على أيضاً يتعدى بعلى دعا، لكن هل معنى: صلّى على، هو عين معنى: دعا على؟ الجواب: لا، هذا من جهة اللفظ.
ومن جهة المعنى، قال: الرحمة مشروعة لكل مسلم، إذن هي عامة، والصلاة مختصّة، لذلك أجمعوا أنه يُترحّم على كل مسلم، من ثبتَ إسلامُه بشرطه يقال فيه: رحمه الله، واختلفوا هل يُصلّى على غير الأنبياء؟ هذا فيه خلاف، فلو كانت الصلاة بمعنى الرحمة لما حصلَ الخلاف في الصلاة، إذا قيل: الصلاة هي الرحمة فيجوز أن يُترحّم على كل مسلم كما اتفقوا على أنه يترحم على كل مسلم، إذن: الرحمة عامة والصلاة مختصّة، إذن هذا من جهة المعنى، فرق بينهما، كذلك قال الدعاء يقتضي مَدعوّاً ومَدعوّاً له، دعوت الله لزيدٍ بالخير، أما الصلاة لا يقال "صليت الله على زيدٍ أو لزيدٍ"، لا يصح، إذن: لا تقتضي الصلاة مدعواً ومدعواً له، بخلاف الدعاء.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست