|
||||
| نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 15 | ||||
|
وشاهدوا مطالع الأنوار، مطالع: هذا جمع مطلع، وهو محل الطلوع، وعبّر به عن المعاني، يعني: معاني الكلمات، وشاهدوا مطالع الأنوار، مطالع: مضاف، والأنوار مضاف إليه، أنوار: جمع نور، وهو ما به ظهور الأشياء، والمراد به هنا العلم، العلم يُسمى نوراً وحتى في الشرع، لأن الوحي نور، وأطلق عليه في الشرع أنه نور. وشاهدوا مطالع الأنوار: المراد بالأنوار هنا: جمع نور وهو ما يظهر به الشيء، أو ما به ظهور الشيء، شاهدوا ماذا؟ معاني الكلمات التي يمكن أن تكون فيها نِكات خفية، التي عبَّرَ عنها في الأخير بالأسرار، فحينئذٍ شاهدوها بماذا؟ بعين البصيرة، وشاهدوا بعين البصير بصيرة القلب معاني الكلمات المتضمِّنة للنكات الخفية، لذلك عطف عليه: وما احتوت عليه، هذه المطالع من أسرار: جمعُ سرٍّ، والأسرار المراد بها هنا المعاني الخفية؛ لأن السرَّ هو المعنى الخفي. فحينئذٍ شاهدوا بعين البصيرة معاني الكلمات المحتوية على النكات الخفية، وهذا إنما يكون بعين البصيرة، فلما ذاقوا من محاسن القرآن، هذا الكلام مُرتبِط بالقرآن، وشاهدوا مطالع الأنوار يعني: معاني الكلمات القرآنية، وما احتوت عليه من أسرار من نكات خفية، لما وجدوا هذه المحاسن قال: فنزّهوا، هذه الفاء تسريعية أو للترتيب، فنزَّهوا القلوب، فنزّهوا، أي: متَّعوا، من النزهة، فنزّهوا القلوب، أي: متّعوا القلوب التي هي محل العلم في رياضه، رياض: جمع روضة، والمراد بها ما اشتمل من الأرض على غرسٍ نافع، يُسمى رياضاً. وهنا على حسب المضاف، رياضِهِ: الضمير يعود إلى القرآن يعني: في رياض معاني القرآن، هنا فيه تشبيه، رياضه من باب (لجين الماء)، يعني: معاني القرآن التي هي كالرياض، النفس الناطقة كما عبَّر الشارح إذا وجدت المكان البستان الذي يشرح الصدر يتنزّه ويتمتع به، أليس كذلك؟ يجد أُنسا، كذلك العالم إذا نظر بعين البصيرة معاني القرآن ووجد النكات الخفية؛ ماذا يحصل له؟ يحصلُ للقلب متعة ونزهة كما أن البدن يحصل له بالبساتين المتعة والانبساط وانشراح الصدر، لا إله إلا الله! فنزّهوا القلوبَ في رياضه. لذلك طلاب العلم الذي يتعبُ في بعض المسائل يبحثُ ويبحثُ ثم آخر الليل يجد المسألة، ماذا يحصل له؟ يفرح. وأوردوا الفكر على حياضه، وأوردوا: الإيرادُ هنا بمعنى الإحضار، والفكرَ: محل الفكر؛ حركة النفس في المعقولات، وحركاتها في المحسوسات يُسمى تخييلاً. والفكرُ أن تُلاحِظَ المعقولا ... حتى به تَستحصلَ المجهولا وأوردا الفكر على حياضه، حياض: جمع حوض، وهو ما يُملأ بالماء من مكان واسع يُعدّ للشرب، حوض إذا وقف عليه الإنسان وهو معدٌ للشرب؛ يَشرب منه ثم يَشرب منه ثم يَشرب حتى يرتوي، كذلك العالم الذي ينظر في معاني القرآن وهو عطشان من العلم، أو عَطِشٌ بالعلم، إذا وقف على معاني الكلمات وما فيها من نكات خفية يَكرعُ ثم يكرع ثم يكرع ثم لا يشبع، ولا تشبع منه العلماء. ثم لما ذَكرَ هذه الصفات لمن فتح الله عليه ونظر في كتاب الله الذي هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى انتقل إلى بيانِ حقِّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: |
||||
| نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر جلد : 1 صفحه : 15 | ||||
|
www.eShia.ir