responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 14
فأبصروا معجزة القرآن: المعجزة عندهم: أمرٌ خارق للعادة مقرون بالتحدي، اللفظ هذا دخيل، اللفظ هذا دخيلٌ على المعتزلة وغيرهم من أرباب الكلام، وإلا الأصل أن يُعبّر بآية، هذا استعمال الشرع في القرآن وفي السنة، فأبصروا معجزة القرآن حال كونها واضحةً بينةً بساطع البرهان، يعني: بالبرهان الساطع، من إضافة الصفة إلى الموصوف، والبرهان: قِياسٌ مؤلَّفٌ .. هذا من الإشكالات على البلاغة، قياسٌ مؤلفٌ من قضايا يقينية، مقدمات يقينية، نحن الآن في بلاغة ولغة، ما الذي أدخلنا في المنطق؟! هذا من إشكالات الإيرادات على هؤلاء، لذلك السيوطي يقول: قد صُنتُ كتبي في البلاغة عن بلاغةِ العجم، لذلك لم يَنظم بعض مسائل المنطق إلا قليلا؛ يسيرا جداً.
البرهان: قياسٌ مؤلَّفٌ من قضايا يقينية كما سبق بيانه في: السلّم.
أجلُّها البرهان ما أُلّف مِن ... مُقدِّمات باليقين تقترن.

أجلها، أي: أقسام الحجة، أجلها البرهان ما أُلّفَ: قياسٌ مؤلف من مقدمات باليقين تقترن، تقترن باليقين، وذكرنا هناك أن بعضهم يعمم البرهان ليشمل النقل، وإلا الأصل عندهم البرهان لا يكون إلا عقلياً يقينياً، متى؟ إذا كانت تلك مقدمتين عقليّتين، أن تكون المقدّمة الصغرى عقلية، والمقدّمة الكبرى عقلية، فلو كانتا نقليّتين، أو إحداهما نقليّة والأخرى عقليّة فهذا يسمى برهاناً نقلياً، فالبرهان حينئذٍ يكون على مرتبتين عند غير المناطقة:
برهان عقلي إذا رُكّب من مقدمتين عقليتين يقينيتين، وبرهان نقلي إذا كانت المقدمتان نقليتين أو إحداهما نقلية، عندهم وجود النقلية مع العقل يُنسب البرهان إلى النقل، كما أن اليقيني مع الظني يجعل القياس ظني.
فأبصروا مُعجزةَ القُرآن ... واضِحةً بساطعِ البُرهانِ

بساطع البرهان، يعني: بظاهر البرهان، يعني: بالبرهان الظاهر، من إضافة الصفة إلى الموصوف.
أما الأعجازُ هنا مثّلَ هنا الشارح .. يقول: ولا شكَّ أن كون القرآن من كلام الله تعالى الناشئ عن الإعجاز المفهوم من معجزة سالف البرهان، دليله العقلي، يقول: هذا الكلام مُعجِز، وكل مُعجِز ليس من تأليف المخلوق، هذا الكلام معجز. هذه مقدمة يقينية على القرآن، كيف شاهدوا البرهان الذي هو عقلي، قال مِن مقدمتين عقليتين يقينيتين: الأولى هذا كلام مُعجِز، وكل مُعجِز ليس من تأليف المخلوق، ينشأ أن القرآن ليس من تأليف المخلوق.
أما الذي تألّفَ من برهان، أو كان برهاناً نقلياً إذا أدرجتَ إحدى المقدمتين نصاً شرعياً، كمن يُركِّب إحدى المقدمتين السابقتين مع قوله تعالى: ((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ)) [الإسراء:88] قال: هذا برهانٌ نقلي.
فأبصروا معجزة القرآن واضحةً، يعني: حالة كونها واضحةً، بساطع البرهان، يعني: بالبرهان الساطع.
وشاهَدُوا مطالعَ الأنوارِ ... وما احتوتْ عليه مِنْ أسرارِ

وشاهدوا: هذا معطوف على أبصروا، فأبصروا وشاهدوا، وهذا من ثمرات الرسم. رسمَ شمس البيان، يعني: أثبت شمس البيان؛ البيان الذي هو كالشمس في صدور العلماء فأبصروا وشاهدوا، وشاهدوا: المراد به المشاهدة بالقلب، المشاهدة المراد به المشاهدة بعين البصيرة.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست