responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
شمس البيان: هذا يقول فيه أهل البيان: من قبيل "لجين الماء" يعني: الإضافة ما نوعها هنا؟ عندهم اصطلاح مثل "مُدّ عَجوة" هناك عند الفقهاء.
لجين الماء: ماءٌ كاللجين، من إضافة المشبه به للمشبه.
إذن: ورسما شمس البيان: البيان الذي كالشمس، ما وجه الشبه هنا؟ الظهور أحسنت، الشمس يظهر بها غيرها من المحسوسات، يكون الليل دامسا، فتطلعُ الشمسُ تظهرُ فتظهر الدنيا بما فيها أو بما عليها، نقول: ظهر ما على الأرض بوجود الشمس أو بطلوع الشمس، البيان الذي هو المنطق الفصيح المعرِب عمّا في الضمير يظهر به غيره، وهو المعاني التي تكون مكنونةً في النفس، هذا وجهُ شَبهٍ جميل، شُبّه البيان بالشمس، بجامع الظهور في كلٍ، وإن كانت الشمس الظهور فيها حسيّاً، والظهور في البيان معنوياً، وهذا لا بأس به عندهم جائز.
في صدور العُلَما، صدور: جمع صدر، والمراد به هنا القلب، لماذا؟ لأن القلب هو محلُّ العلم، وهذا فيه نوع مجاز؛ لأنه أطلق الصدر على القلب وليس هو عينه، في صدور العُلَما .. العُلَما بالقصر أصله: العلماء، والمراد به هنا علماء الشريعة، ... كما قال الشارع للكمال، يعني: العلماء الكاملين؛ العلماء العاملين، ليرتِّب على هذا أن ظهور المعاني التي شبّهها بالشمس هذه إنما تحتاج إلى قلب صافٍ؛ لأن القلب السليم الذي سلمَ من شائبة المعصية يكون أقربَ إلى الحق.

وهذا ملحظ ينبغي أن يعتني به طالب العلم، ليست القواعد فحسب أو العلم فحسب، أو المحفوظات فحسب هي طريق الوصول إلى حقّ ما، لا بد من إعانة من السماء، لا بد من توفيق الله عز وجل، وهذا إنما يُنالُ بطاعة الله لا بمعصية الله، والمعصية لها أثرٌ في القلب يعلمُهُ من عرف ذلك.
فأبصرُوا مُعجِزةَ القرآن ... واضِحةً بساطعِ البرهان

فأبصروا: الفاء هذه للترتيب أو التسريع؛ يُحتمل هذا أو ذاك، فأبصروا: المراد بالإبصار هنا القلب، لأنه قال: شمس البيان في صدور العلما يعني: في قلوب العلماء؛ لأن القلوب هي محلُّ الإدراك هذا الأصل، فأبصروا: المراد بالإبصار هنا القلب، أي: النظر بعين البصيرة، ولذلك: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)) [يوسف:108] على علمٍ، يقول ابن القيم رحمه الله: العلم للقلب كالبصر للعين، يعني: أن القلب يُبصِر بالعلم، العلم النافع علم الشريعة، كما أن الإنسان يُبصر بعينه، يدرك الحقائق أمامه، يترتب على هذا: كل ما كان بصره أقوى كان إدراكه أوسع، كذلك كلما كان علمه أكثر كان إدراكه بالقلب أوسع، العلم للقلب كالبصر للعين. تنبّه لهذا.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست