responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
ثم الدلالة إلى الطريق الأصل فيها والأكثر أن تكون إلى الخير، وقد استُعمل أيضاً في الدلالة إلى الشر: ((فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ)) [الصافات:23] استُعمل في الدلالة هنا الوصول إلى الطريق المقصود لكنه في مقابلة الشر أو في باب الشر. هنا الهادي نقول: نحمله على الدلالة دلالة الإرشاد، لماذا؟ وإن كان محتملاً للوجهين، لقوله: إلى بيان مهيع الرشاد هذا قيد، الجار والمجرور اعتبروه قيد، لذلك عند الأصوليين يُعتبر له مفهوم.
((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ)) [يوسف:108] أليس كذلك؟ إلى الله، إلى الله: جار ومجرور هل له مفهوم؟ ما مفهومه؟ هذا قيد يعني: له مفهوم هذا المقصود، ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ)) [يوسف:108] أدعو: الدعوة يحتمل أن تكون إلى الهوى؛ إلى النفس؛ إلى غير الله عز وجل، فلما قيّدَه بالجار والمجرور، نقول: هذا قيد وله مفهوم: أن الدعوة التي تكون عبادة يجب أن تكون إلى الله، ففيه اشتراط الإخلاص في الدعوة؛ لأنها عبادة.
هنا قال: الهادي إلى بيان: إذن: نحمل الهادي هنا المراد به هداية الدلالة والإرشاد التي هي مشتركة بين الخالق والمخلوق.
إلى بيان وإيضاح وظهور مهيع الرشاد، مهيع، يعني: طريق، والمراد به الإسلام هنا.
مهيع الرشاد، الرشاد المراد به الصواب، مهيع الرشاد، أي: طريق الصواب، وأعلى طريق الصواب هو بلوغ الإنسان الإسلام، إذ هو أعلى ما يهتدى إليه الإنسان، إذن: حمد الله جل وعلا البديع الهادي إلى أنه جل وعلا بيّن لنا طريق الإسلام الذي هو أعلى درجات طريق الصواب.
أمدَّ أربابَ النُّهى ورَسما ... شمسَ البيانِ في صُدورِ العُلَما

أمدَّ: هذا فعل ماضٍ مصدره الإمداد، والإمداد: هو إعطاء الخير، أي: إعطاء المدد، وهو الزيادة في الخير، والمراد به هنا التوفيق للمدارك، وقوة النظر في إدراك العلوم، أمدّ، نقول: إعطاء المدد، ما المراد بالمدد؟ الزيادة في الخير.
وهنا يريد أن يمهِّد لاقتباس المعاني البلاغية والنكات الخفيّة من القرآن، فحينئذٍ هذه مُتعلِّقها المدارك التي هي النفس العاقلة .. التي هي الناطقة، عبّر عنها المناطقة بـ (النفس الناطقة) هذه تحتاج إلى توفيق من الله عز وجل، هنا قال: أمد، يعني: أعطاهم ووفقهم في قوة النظر في سعة هذه المدارك.
أرباب النهى: أرباب: أصحاب، أرباب: أفعال، جمع ربّ؛ جمع قلة، لكن المراد به الكثرة هنا، أرباب: جمع رب، والمراد به الصاحب، أرباب النهى: أمدَّ أرباباً، أمدّ هو جل وعلا أرباباً مفعول به، أرباباً: مضاف، والنهى: مضاف إليه، (نهى) جمع نُهيَة فُعلَة، وهو العقل، يعني: أصحاب العقول.
ورسما شمس البيان في صدور العُلَما: ورسم هذا معطوف على قوله: أمدّ، والألف هذه للإطلاق إطلاق الروي، ورسم بمعنى: أثبت، الرسم هنا عبارة عن الإثبات، رسمَ جلَّ وعلا شمس البيان، البيان: يُطلق ويُراد به الظهور، ويُطلق ويراد به الفصاحة، ويُطلق ويُراد به المنطق الفصيح المُعرِب عما في الضمير، وهو المراد هنا.
المنطق الفصيح المعبر عما في الضمير، المعاني التي في النفس يعبر عنها بألفاظ فصيحة يطلق عليها البيان، هذا هو المراد في هذا الموضع.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست