responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 11
إذن: العلاقة بين النوعين الحمد العرفي والحمد اللغوي نقول: العموم والخصوص الوجهي، الحمدُ العرفي أعمُّ مورداً: آلةً، وأخصُّ سبباً، الحمدُ اللغوي أعمّ سبباً وأخصّ مورداً، إذن هناك نقطة تقاطع بينهما: اتفاق، وهي الثناء باللسان في مقابلة النعمة، نقول: هذا حمدٌ لغويٌّ، لماذا؟ لأنه ثناء باللسان في مقابلة نعمة، وصدق عليه الحمد اللغوي، وحمدٌ عُرفي لماذا؟ لأنه فِعلٌ وهو يشملُ اللسان، وفي مقابلة نعمة وهذا في مقابلة نعمة، إذن: اجتمعا في صورةٍ واحدة، وافترقَ الحمد اللغوي بما لا يصدقُ عليه الحمد العرفي، وصورتُه أن يكون باللسان لا في مقابلة نعمة، إذا كان الثناء باللسان والسبب لم يكن في مقابلة نعمة نقول: هذا حمدٌ لغوي فقط لا عرفي.
وقد يكون عرفياً لا لغوياً، متى؟ إذا كان باعتقاد القلب .. فعل القلب أو بالجوارح ولو كان في مقابلة نعمة، إذن: العلاقة بين الحمدين اللغوي العرفي العموم والخصوص الوجهي.
الحَمْدُ لله البديعِ الهادي ... إلى بيانِ مَهيعِ الرشادِ

البديع: هذا فعيل، وفعيل في اللغة يأتي بمعنى اسم الفاعل، ويأتي بمعنى اسم المفعول، لكن هنا يتعيّن، البديع من حيث هو يصح أن يُقال: المُبدِع والمُبدَع، لكن هنا جعلَه وصفا لله عز وجل، فحينئذٍ لا يصحُّ أن يكون إلا بمعنى اسم الفاعل، البديع: أي المبدع للشيء على غير مثال سابق: ((بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) [البقرة:117] أي: خالقهما على غير مثال سابق، أما هل يصح أن يحمل هنا البدِيع بمعنى المبدع؟ نقول: مستحيل في هذا الموضع.
الحمد لله البديع الهادي، الهادي: هذا اسم فاعل من الهدى كالصُّرى والتُّقى، وأصل الهداية .. مطلق الهداية الدلالة إلى الطريق المطلوب الوصول إليه، ثم في الشرع تُقسّم إلى قسمين: هداية دلالة وإرشاد وهداية التوفيق، هداية دلالة وإرشاد هذه لماذا تكون، تكون ممن؟ من الله جل وعلا ومن رسله وأنبيائه ومن كل داعية وصالح يدعو إلى الله عز وجل، إذن: هي مشتركة ليست خاصة، هذه هداية الدلالة والإرشاد، وهي المثبتة بقوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) [الشورى:52].
وهدايةُ التوفيق التي هي بمعنى انشراح الصدر للحق وقبوله التي عبّر عنها الشارح هنا بخلق الهداية في القلب، نقول: هذه مختصّةٌ بالله عز وجل، وهي المنفية في قوله: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)) [القصص:56] قد يظنُّ بعضهم أن هذا تعارض، كيف الله عز وجل يقول في موضع للنبي صلى الله عليه وسلم ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي)) [الشورى:52] مؤكِّد بالقسم، وفي موضع يقول: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي)) [القصص:56]؟ هل المحل واحد المنفي؟ نقول: التعارض والتناقض يشترط فيه أن يكون المحل واحدا، متّحِداً مكاناً وزمناً وهنا ليس مُتّحداً، الهداية الأولى المثبتة هداية الدلالة، والمنفية هي هداية التوفيق.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست