responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 10
على جهة التعظيم والتبجيل: هذا بيانٌ لمقصد المثني، فلو أَثنى دونَ استشعار، وإنما من باب الوصف فقط والإخبار قالوا: لا يُسمى حمداً، إذن قوله: على الجميل الاختياري يشمل النعمة وغيرها، قوله: باللسان أو الثناء بالجميل يختصُّ باللسان، ولذلك قالوا: الحمد اللغوي من جهة المورِد خاص، ومن جهة السبب عام، من جهة المورد، يعني: آلة الحمد، ما هي آلة الحمد هنا؟ اللسان فقط، أما الجوارح والقلب لا دخلَ لهما في الحمد للغوي، يحمدُ على أي شيء، ما سبب الحمد؟ ما الباعث؟ النعمة وغيرها، إذن: هو خاصّ المورد عامّ السبب.
أما في العرف عندهم: فالحمدُ فعلٌ يُنبئ عن تعظيم المنعِمِ من حيث إنه منعِمٌ على الحامد أو غيره، فعلٌ: الفعل يُطلق والمراد به القول باللسان والعمل بالجوارح، وعمل القلب.
إذن: هنا الحمد العرفي في اصطلاح العلماء ليس هو الحمد اللغوي مخالفٌ، يكون مَورِدُه اللسان، فشاركَ الحمد للغوي؛ اجتمعا، ويزيدُ عليه بعمل الجوارح وعمل القلب، فعلٌ يُنبئُ يعني: يدلُّ على تعظيم المنعم، إذن: قيّد هنا السبب، إذن: الحمد العرفي سببُهُ النعمة فقط، وهذا مورد ردّ هذا التعريف، لماذا؟ لأن التعريف هذا يُنزّلُ في هذا المقام، لو كان في حقّ المخلوقين لا إشكال، النزاعُ معهم خفيف، لكن الحمد لله ثم يُفسَّر الحمد هنا بكون من حيث كونه مُنعِماً نقول: هذا فيه خلل، لماذا؟ لأن فيه تعليق أن الحمد لا يكون إلا في مقابلة إنعامٍ، وهذا قصرٌ على سبب واحد مع وجود الأسباب الأخرى المقتضية للحمد، فالله جل وعلا يُحمد على إنعامه؛ أفعالِه كلِّها وعلى أوصافِه كلها؛ لأنه يُحمَدُ على كونه استوى على العرش؛ يُحمَدُ على كونه متكلِّماً جل وعلا؛ يُحمدُ على كونه متصفاً بالجبروت والكبرياء إلى غيره.
أما كونُه محسناً فقط رحيماً رءوفاً بالعباد، نقول: هذا تقييدٌ بغير مُقيِّد، والمسألة الشرعية تحتاج إلى دليل شرعي.
إذن: قولهم من حيث إنه منعِمٌ على الحامد أو غيره نقول: فيه خلل، وجهُ الخللِ: أنهم قيَّدوا الحمد العرفي في كونه في مقابلة الإنعام فقط، والله جلَّ وعلا يُحمد على إنعامه وعلى غيره، ولذلك عدَلَ عنه شيخ الإسلام رحمه الله إلى قوله: ذكرُ محاسنِ المحمود، محاسن سواء كان مُنعِماً أو لا، ذكر محاسن المحمود مع حبّه وتعظيمه وإجلاله، هذا أولى مما اشتهر على ألسنة الجمهور، ذكر باللسان هنا، ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، هذا هو الحمد العرفي.

نام کتاب : شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست