نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 433
بعد معاوية [1]، ولم تقتصر محاولات الكوفيين على طلب الحسين فقط، بل إنهم طلبوا من محمد بن الحنفية القدوم عليهم فانتبه إلى خطورة أهل الكوفة عليه وعلى آل على بن أبى طالب رضى الله عنهم، فأخذ يحذر الحسين من الانجرار وراءهم وتصديق مزاعمهم، ومما قاله للحسين: إن القوم يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا [2]. ولقد أثارت تلك الرسائل المتبادلة بين الحسين وأهل الكوفة، مخاوف بنى أمية فى المدينة فكتبوا إلى معاوية يستشيرونه بشأن الحسين؛ فكتب إليهم بأن لا يتعرضوا له مطلقًا [3]، ولا يمكن أن تخفى تلك الرسائل على معاوية، ولا العلاقات الوثيقة التى تربط بين الحسين وبين الكوفيين، ولهذا فقد طلب معاوية من الحسين: أن يتقى الله عز وجل وأن لا يشق عصا المسلمين ويذكره بالله فى أمر المسلمين [4]، ولقد كان الحسن والحسين رضى الله عنهما مخلصين لعهدهما، والتزامًا ببيعتهما لمعاوية، وكان الحسين يرى أن الصلح له ملزم فى ظل حياة الحسن ومعاوية وكذلك بعد وفاة أخيه.
3 - هل يصح اتهام معاوية بسمِّ الحسن بن على رضى الله عنه؟
ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن على توفى متأثرًا بالسم الذى وضع له، وقد اتجهت أصابع الاتهام نحو زوجة الحسن: جعدة بنت الأشعث بن قيس أمير كندة، فهذه أم موسى سرية على تتهم جعدة بأنها دست السم للحسن، فاشتكى منه شكاة، فكان يوضع تحته طست [5] وترفع أخرى نحوًا من أربعين يوماً [6]، وهذه رواية إسنادها لا يصح وهى ضعيفة [7]، وحاول البعض من الإخباريين والرواة أن يوجد علاقة بين البيعة ليزيد ووفاة الحسن، وزعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلى جعدة بنت قيس أن سُمِّى حسنًا فإنى سأتزوجك، ففعلت، فلما مات [1] أنساب الأشراف (3/ 152) بإسناد جمعى، نقلاً عن مواقف المعارضة فى خلافة يزيد، ص (179). [2] الطبقات ابن سعد (5/ 356) يشيطوا دماءنا: يسفكوا دماءنا. [3] أنساب الأشراف (3/ 152)، مواقف المعارضة، ص (180). [4] أنساب الأشراف (3/ 152)، مواقف المعارضة، ص (180). [5] طست: إناء معلوم. [6] الطبقات، تحقيق السلمى (1/ 338) إسناده ضعيف. [7] المصدر نفسه (1/ 338).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 433