responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
[2] - وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا، ولا أكثر سؤددًا، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجًا، ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية [1].
3 - ونقل ابن كثير: أن رجلاً أسمع معاوية كلامًا سيئًا شديدًا، فقيل له: لو سطوت عليه؟ فقال: إنى لأستحيي من الله أن يضيق حلمى عن ذنب أحد من رعيتى [2].
4 - وقال رجل لمعاوية: ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا [3]. فهل يعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية -رضى الله عنه- سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد على بن أبى طالب رضى الله عنه على المنابر، ويأمر ولاته بذلك فى سائر الأمصار والبلدان -ويبقى هذا السب إلى أن يأتى عمر بن عبد العزيز رحمه الله فيلغى ذلك- والحكم فى هذا لكل صاحب عقل وفهم [4]؟!
وأما ما استدل به الروافض على تلك الفرية من صحيح مسلم فليس فيه ما يدل على زعمهم، فعن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبى سفيان سعدًا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثًا قالهن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبه، لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم [5]. قال النووى: قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدًا بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب. كأنه يقول: هل امتنعت تورعًا أو خوفًا، أو غير ذلك، فإن كان تورعًا وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعدًا قد كان فى طائفة يسبون فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار، أو أنكر عليهم، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه: ما منعك أن تخطئه فى رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ [6]، وقال أبو العباس القرطبي صاحب المفهم معلقًا على

[1] البداية والنهاية (8/ 138).
[2] البداية والنهاية (8/ 138).
[3] البداية والنهاية (8/ 138).
[4] الانتصار للصحب والآل، ص (372).
[5] مسلم، ك فضائل الصحابة (4/ 1871).
[6] شرح صحيح مسلم (15/ 175).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست