responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 406
وصف ضرار الصُّدائى لعلى رضى الله عنه وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك وتصديقه لضرار فيما قال: وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل على رضى الله عنه، ومنزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد عن معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفًا به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبى وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية، سكن وأذعن، وعرف الحق لمستحقه [1].
قال الدكتور إبراهيم الرحيلى صاحب الكتاب النفيس القيم الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوى الضال: والذى يظهر لى فى هذا والله أعلم: أن معاوية إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد، وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل على رضى الله عنه، فإن معاوية رضى الله عنه كان رجلاً فطنًا ذكيًا، يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم، فأراد أن يعرف ما عند سعد فى على رضى الله عنه، فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير. وهذا مثل قوله رضى الله عنه لابن عباس: أنت على ملة على؟ فقال له ابن عباس: ولا على ملة عثمان، أنا على ملة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [2]. فظاهر أن قول معاوية هنا لابن عباس جاء على سبيل المداعبة، فكذلك قوله لسعد هو من هذا الباب، وأما ما ادعى الروافض من الأمر بالسب فحاشا معاوية رضى الله عنه أن يصدر منه مثل ذلك [3]، والمانع من هذا عدة أمور:
1 - أن معاوية نفسه ما كان يسب عليًا رضى الله عنه كما تقدم حتى يأمر غيره بسبه، بل كان معظمًا له، معترفًا له بالفضل والسبق إلى الإسلام، كما دلت على ذلك أقواله الثابتة عنه.

[1] الفهم للقرطبى (6/ 278).
[2] الإبانة لابن بطة (1/ 355) الكبرى، شرح أصول اعتقاد، اللالكائى (1/ 94).
[3] الانتصار للصحب والآل، ص (374).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست