responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 286
وروح اليقين، وروح المحبة ودليل صحة محبة المحب، وروح الشكر ودليله [1]، وهو أيضاً يفتح باب حسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس، فإن حسن الخلق من الرضا، وسوء الخلق من السخط، بل إن بعض العلماء عرف الرضا بحسن الخلق مع الله، قال، لأنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه، وحذف فضول الكلام الذي يقدح في حسن خلقه ... فلا يسمى شيئاً قط قضاه الله تعالى وقدره باسم مذموم، إذا لم يذمه الله تعالى، لأنه ينافي الرضا (2)، ولذلك كان هذا النوع من الرضا محل عناية القرآن الكريم في التحدث عنه بآيات كثيرة يقول فيها عز وجل: ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)) (التوبة، الآية: 100) مما يدل على أنه من أعلى مقامات الإيمان لما يعينه من كمال الخُلق مع الخالق جلا وعلا لكل ما يقضيه الله عز وجل في خلقه وكونه وتشريعه، فيقبله العبد بكل سرور واطمئنان وانشراح نفس، فلا يجد في نفسه حرجاً ممّا قضاه الله تعالى له من خير أو شر ـ بل يرضى بمرُ القضاء الذي قدره له ـ ولا على ما قضاه في الكون من تدبير وخلق وفناء بداية لما يعلمه من حكمته سبحانه في تدبيره الملكوت كله، ولا على ما شرعه لعباده من تشريع على ألسنة رسله، وفي محكم كتابه، لأنه كله هو الحق والهدى ـ فصاحب هذا الخلق يتلقى كل ذلك بالمحبة والسرور على مراد الله الذي قضاه في كل ذلك، لعلمه أن
الله عز وجل حكيم في فعله وتدبيره وقضائه ودود مع عباده لا يفعل لهم إلا محض الخير مهما بدا لأنفسهم خلافه [3]، وقد كان جدّ الحسن صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى والأسوة الحسنى، فقد بين لنا صلى الله عليه وسلم كيف كان رضاه عن الله تعالى فيما يبتليه به في الحياة من متاعب في النفس أو المال أو البنين أو الأقارب؟، فكان صلى الله عليه وسلم على ذلك النحو من الرضا كمالاً وتماماً سواء فيما ناله من الأذية في نفسه من جراء دعوته إلى الله تعالى في مكة أو في الطائف أو في المدينة، ولقد بلغت به الأذيّة، أن جرت عليه عدة محاولات اغتيال فلم تفلح، فلم يزد على تقرير المحاولين ما أرادوه، ثم العفو عنهم، وأما رضاه بما كان عليه

[1] مدارج السالكين (2/ 220)
(2)
[3] أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة (1/ 96).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست