responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 287
من القلة في المال، فلم تعرف البشرية رضاً مثله، حيث بلغ به في حاله ذاك، أن جعل يدعو الله تعالى ويقول: اللهم أجعل رزق آل محمداً قوتاً [1]، وأما في فقد الأولاد فلما مات خال الحسن ولد النبي صلى الله عليه وسلم الرضيع إبراهيم عليه السلام عن ثمانية عشراً شهراً، وقد رزق به على الكِبَر وبعد موت أبنائه الذكور من قبل، لم يتزعزع رضاه عليه الصلاة والسلام لقضاء الله وقدره، بل أعلن رضاه بذلك، وقال فيما رواه عنه أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا بما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون [2] وأما أقاربه صلى الله عليه وسلم فقد صُرِّعوا حوله بين يديه في الدفاع عنه وعن دعوته، فلم يتبرم لذلك، بل جاء أنه قال في حق عمه أسد الله وأسد رسوله حمزةبن عبد المطلب (3)
رضي الله عنه ـ الذي استشهد بأحد، ومُثِّلَ به أيَّما تمثيل: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه، نظر إليه، وقد مُثِّل به، فما زاد على أن قال: رحمة الله عليك، إن كنت ما علمتك إلا وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله في بطون السباع [4] ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال الرضا عن الله تعالى في كل أحواله، فقد كان دائب الدعاء أن يرزقه الله تعالى المزيد من الرضا والثبات الدائم عليه [5]، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ... وأسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين [6]، ولم تقتصر أقواله صلى الله عليه وسلم في الرضا على ما كان يعبر به عن نفسه من ذلك الخلق العظيم، بل كذلك كان ينوه بهذا الخلق العظيم، ويبين ما له من عظيم الأجر والثواب عند الله، ليحض أمته عليه، وذلك كما في

[1] البخاري، الرقائق رقم 1055.
[2] مسلم رقم 2315.
(3) طبقات بن سعد (3/ 8) ..
[4] تفسير ابن كثير (2/ 592) عزاه ابن كثير إلى البزار وقال عنه بعد إيراده له بسنده: هذا إسناده فيه ضعف، وذكره بنحوه ابن هشام في سيرته (3/ 171) عن ابن إسحاق مرسلاً.
[5] أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة (1/ 100)
[6] سنن النسائي، في السهو (3/ 55) من حديث عمار بن ياسر اسناده حسن
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست