responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 285
يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابداً [1]، فهذا توجيه من الحسن بن علي يحث فيه الناس على الابتعاد من المحرمات، ويعتبر الحسن بن علي من ترك المحرمات فهو العابد فالوقوع في المحرمات توقع الإنسان في الغفلة وتعرضه لسخط الله وعقابه وغضبه، كما أن الوقوع في المحرمات والغفلة عن طاعة الله سببان لمفاسد كثيرة وأضرار بليغة في الدنيا والآخرة يقول ابن القيم: قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونضرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب، ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم وضنك المعيشة، وكسف البال، كل هذه الأشياء تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع من الماء، والإحراق من النار، وأضداد هذه تتولد من الطاعة [2]، فالبعد عن المحرمات طريق للطاعات، فيصبح المسلم عابداً، ولذلك قال الحسن عف عن محارم الله تكن عابداً [3].
ب ـ وأرض بما قسم الله لك تكن غنياً ([4]):
يتحدث الحسن رضي الله عنه عن الرضى بما كتبه الله على العبد، وأن الرضى يؤدي إلى الغنى بالله سبحانه وتعالى، والرضا عن الله سبحانه وتعالى معناه: أن لا يكره العبد ما يجري به قضاء الله تعالى [5]. وأعلاه: سرور القلب، وسكينة النفس إلى قضاء الله وقدره خيره وشره والإيمان بالقضاء والقدر أحد الأركان الستة، حلوه ومره، وهذا القسم من الرضا من أجل الأخلاق الإيمانية لأنه: آخذ بزمام مقامات الدين كلها، إذ هو روحها وحياتها، فإنه روح التوكل وحقيقته،

[1] المصدر نفسه صـ 121
[2] الفوائد صـ 32
[3] الحسن بن علي صـ 28، نور الأبصار صـ 121
[4] المصدر نفسه صـ 28
1المفردات للراغب صـ 197
[5] مدارج السالكين (2/ 218)
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست