responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 282
بهم مثل الذي ظهر لنا [1]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث [2]. وعد ابن حجر سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة حيث قال ..
وذلك أنّ من حكم بشرِّ على غيره بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره، وعدم القيام بحقوقه، والتّواني في إكرامه، وإطالة اللسان في عرضه، وكل هذا مهلكات، وكل من رأيته يسئ الظّّنَّ بالناس، طالباً لإظهاره معايبهم ـ فاعلم أنّ ذلك لخبث باطنه وسوء طويّته، فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخُبث باطنه [3].
فهذه إطلالة موجزة على قول الحسن بن علي رضي الله عنه: يجوز أن يظن السوء بمن علم السوء منه وبدت عليه أدلته وليس ينبغي أن يظن به السوء بمجرد الظن، فإن الظن يكذب [4] كثيراً.
5 ـ قول الحسن بن علي رضي الله عنه: والله ما تشاور قوم قط إلا هداهم الله لأفضل ما يحضرهم [5]، فالحسن رضي الله عنه يحث الناس ويوصيهم بضرورة التشاور فيما بينهم في جميع أمورهم، وقد مارس الرعيل الأول الشورى وتعلمها من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وقد شاور الحسن أخيه الحسين وابن عمه عبد الله بن جعفر وغيرهم من قادة دولته في الصلح مع معاوية رضي الله عنهم كما سيأتي بيانه، وتعتبر الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام، ومن لا يستشير أهل العلم والدين ـ من الأحكام ـ فعزله واجب، هذا ما لا خلاف فيه [6]. وقال الجصاص الحنفي ـ رحمه الله ـ في تفسيره بأحكام القرآن معقباً على قوله تعالى: ((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)) وهذا يدل على جلالة موقع الشورى لذكرها مع

[1] الأخلاق بين الطبع والتطبع صـ 243.
[2] البخاري رقم 5143، مسلم رقم 2563.
[3] الزواجر صـ 114.
[4] الشهب اللامعة في السياسة اللامعة صـ 173.
[5] تهذيب الرياسة، وترتيب السياسة للقلعي صـ 183.
[6] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3/ 379).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست