responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 281
والإيمان واستجلاء آرائهم حول ما يريد أن يقوله ويفعله، وكذلك ترويض النفس على استنصاح الآخرين وتقبل الآراء الصحيحة الصائبة وإن كانت مخالفة لما في النفس، وتعويدها على التريث وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام وإمضاء الأعمال والحذر من ردود الأفعال التي قد يكون فيها إفراط وتفريط وغلو أو تقصير، وجهل وبغى وعدوان، وإكثار المرء من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يجنبه اتباع الهوى ومضلات الفتن ويسأله تعالى أن يوفقه لقول كلمة الحق في الغضب والرضا ويكثر الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته: وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب [1]. وقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء [2].
4 ـ قال الحسن رضي الله عنه: يجوز أن يظن السوء بمن علم السوء منه وبدت عليه أدلته وليس ينبغي أن يظن به السوء بمجرد الظن فإن الظن يكذب كثيراً [3]. ومفهوم هذه الحكمة الحسنية أن المؤمن الكيس الفطن يجوز له ظن السوء بمن علم من أحواله، وتصرفاته، وسلوكه ومواقفه وأقواله ما يشير إلى السوء به، فإن الإنسان يظهر بعض ما في نفسه على صفحات وجه وفلتات لسانه، وبعض مواقفه، وهذا الظن لا يبني عليه عقاب أو جزاءً على الشخص المشكوك فيه بطبيعة الحال ولكن المقصد من قول الحسن رضي الله عنه الاحتراز والحذر والحيطة من أمثال هؤلاء حتى لا يقع الإنسان المسلم في مصائب وويلات بسبب حسن الظن بأمثال هؤلاء ومن عاشر الناس علم خطورة الثقة في من له سوابق من سوء الظن وقرائن تدل على ذلك وأما مجرد ظن السوء بالمسلم بلا دلائل ولا قرائن قوية فلا ينبغي للمسلم، فقد قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)) (الحجرات، الآية: 12). قال بعض العلماء في قوله تعالى ((إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)). هو أن تظنَّ بأهل الخير سوءاً، فأمّا أهل السوء والفسوق فلنا أن نظن

[1] النسائي، ك السهو، باب الدعاء بعد الذكر (3/ 55) صححه الألباني.
[2] سنن الترمذي وصححه الألباني، كما في صحيح سنن الترمذي (3/ 183).
[3] الشهب اللامعة في السياسة النافعة للمالقي صـ 173.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست