responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 280
عياض ـ رحمه الله ـ: ما حج ولا رباط، ولا جهاد أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك، أصبحت في غم شديد. وقال: سجن اللسان سجن المؤمن، ولو أصبحت يهمك لسانك، أصبحت في غم شديد (1)
ـ قول الحسن بن علي رضي الله عنه: كان إذا ابتدأه أمران [2] لا يرى أيهما أقرب إلى الحقِّ، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه:
فالحسن رضي الله عنه، يحث على مخالفة الهوى، والهوى، ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع [3]، ويعتبر الهوى من الأسباب التي لأجلها خالفت كثير من الأمم أنبيائها فاستكبروا ولم يقبلوا الحق والهدى والنور الذي جاءتهم به أنبياؤهم، عليهم السلام. قال تعالى: ((وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أنْفُسَهم َفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)) (المائدة، الآية: 10) كما أن الله تعالى أمر نبيه داود عليه السلام بمخالفة الهوى، قال تعالى: ((يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ يَومُ الحِسَاب)) (ص، الآية: 26). ويقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: ونفس الهوى ـ هو الحب والبغض الذي في النفس ـ لا يلام عليه، فإن ذلك قد لا يملك، وإنما يلام على اتباعه [4]،وقال في موضع آخر: ومجرد الحب والبغض هوى، لكن المحرم اتباع حبّه وبغضه بغير هدى من الله ([5]
إن العلاج الناجع والبلسم الشافي لمن ابتلى بشئ من الهوى، إلزام النفس بالكتاب والسنة، واتباع منهج السلف الصالح وتربية النفس باستمرار على التقوى والخشية من الله تعالى، واتهام النفس ومحاسبتها دائماً فيما يصدر منها وعدم الاغترار بأهوائها وتزييناتها وخداعها، والإكثار من إستشارة أهل العلم

(1) جامع العلوم والحكم
[2] البداية والنهاية (11/ 199
[3] التعريفات للجرجاني ص 257.
[4] القناوي (28/ 131).
[5] المصدر نفسه (28/ 133) ..
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست