responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 279
ـ قول الحسن بن علي رضي الله عنه: كان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بذَّ القائلين، كان لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء [1]. فالحسن بن علي رضي الله عنه يدعو إلى التقليل من الكلام، ومنابذة المراء، وفي الحديث: إذا أصبح العبد فإن الأعضاء كُلها تُكفِّرُ اللسان، تقول: اتِّق الله فينا، فإنما نحن بك، فإذا استقمت استقمنا، وإن أعوججت أعوججنا [2]، وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في كلامه، لئن اللسان أيسر حركات الجوارح وهي أضرُّها على العبد، وكان الصديق رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد [3]، والكلام أسيركُ، فإذا اخرج من فيك صرت أنت أسيره والله عند لسان كل قائل ((مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (ق، الآية: 18).
وفي اللسان آفتان عظيمتان إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت، وقد يكون كل منهما أعظم إثماً من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء، مداهن؛ إذا لم يخف على نفسه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاص لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته؛ فهم بين هذين النوعين، وأهل الوسط ـ وهم أهل الصراط المستقيم ـ كفُّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلا عن أن نضره في آخرته، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلَّها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتَّصل به [4]، فليس الكلام مأمورا به على الإطلاق، ولا السكوت كذلك، بل لا بد من الكلام بالخير والسكوت عن الشر، وكان السلف كثيراً يمدحون الصمت عن الشر، وعما لا يعني لشدته على النفس، ولذلك يقع فيه الناس كثيراً، فكانوا يعالجون أنفسهم، ويجاهدونها على السكوت عما لا يعنيهم [5]، قال الفضيل بن

[1] البداية والنهاية (11/ 199).
[2] الترمذي رقم 2407 حسنه الألباني في الصحيح الجامع (1/ 5136).
[3] جهاد النفس صـ 76
[4] الداء والدواء لابن القيم صـ 379
[5] جهاد النفس صـ 77
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست