responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يُعامل به ربَّه، فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت. وقال الجنيد: الرضا هو صحة العلم الواصل إلى القلب، فإذا باشر القلب حقيقة العلم، أدّاه إلى الرضا، وليس "الرضا والمحبة" كالرجاء والخوف، فإنّ الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة، لا يفارقان المتلبِّس بها في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة، بخلاف الخوف والرجاء، فإنهما يفارقان أهل الجنة بحصول ما كانوا يرجونه، وأمّنهم مما كانوا يخافونه، وإن كان رجاؤهم لما ينالون من كرامته دائماً لكنّه ليس رجاءً مشوباً بشكٍّ، بل هو رجاء واثق بوعد صادق، من حبيب قادر، فهذا لون ورجاؤهم في الدنيا لون. وقال ابن عطاء: الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنَّه اختار له الأفضل، فيرضى به [1]. وقال بعض العارفين: من يتوكل على الله، ويرضى بقدر الله، فقد أقام الإيمان، وفرغ يديه ورجليه لكسب الخير، وأقام الأخلاق الصالحة التي تُصلح للعبد أمره والرضا يفتح باب حُسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس، فإن حسن الخلق من الرضا، وسوء الخلق من السخط، وحسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وسوء الخلق يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والرضا يُثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور وطيب النفس وسكونها في كل حال .. ولهذا سمَّي بعض العارفين الرضا: حسن الخلق مع الله، فإنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه، وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خُلقه [2].
قال الشاعر:
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر
والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع في ما اختار خالقنا
وفي اختياره سواه اللَّوْمُ والشُّومُ
وقال الشاعر:
إذا ارتحل الكرام إليك يوماً
ليلتمسوك حالاً بعد حال

[1] مدارج السالكين (2/ 174 ـ 175).
[2] صلاح الأمة (4/ 512) نقلاً عن مدارج السالكين
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست