responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
ـ والرضا بربوبيّته: يتضمّن الرضا بتدبيره لعبده، ويتضمّن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضياً لكل ما يفعل به، فالأول، يتضمن رضاه بما يؤمر به، والثاني: يتضمّن رضاه بما يُقدِّر عليه.
ـ وأما الرضا بنبيّه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه وأن يكون متميزاً بمكانته عن غيره من البشر فلا يشاركه أحداً مكانته ولا خصوصيته، فلا يتلقّى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكّم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره البتة، ولا في شئ من أسماء الربّ وصفاته وأفعاله، ولا في شئ من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شئ من أحكام ظاهره وباطنه، ولا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيَره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يعينُهُ إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله: أن يكون من باب التراب، الذي إنما يُتيمَّم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور، وأما الرضا بدينه، فإذا قال، أو حكم أو أمر، أو نهى: رضي كل الرضا، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسَلَّم له تسليماً، ولو كان مخالفاً لمراد نفسه أو هواها أو قوْل مُقلِّده وشيخه وطائفته [1] .. وقال: .. فإن الرضا آخر التوكّل، فمن رسخ قدمه في التوكل والتسليم والتفويض حصل له الرضا ولابدّ، ولكن لعزَّته وعدم إجابة أكثر النفوس له، وصعوبته عليها ـ لم يُوجبه الله على خلقه، رحمة بهم، وتخفيفاً عنهم، لكن ندبهم إليه، وأثنى على أهله، وأخبر أن ثوابه رضاه عنهم، الذي هو أعظم وأكبر وأجل من الجنان وما فيها، فمن رضي عن ربِّه رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده، رضا قلبه، أوجب له أن يرضى عنه، ورضاً بعده وهو ثمرة رضاه عنه، ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبّين، ونعيم العابدين، وقُرّة عيون المشتاقين.
كيف تحقق الرضا؟:
إن من أعظم أسباب حصول الرضا: أن يلزم ما جعل الله رضاه فيه، فإنه يوصله إلى مقام الرضا ولابد. قيل ليحي بن معاذ: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ فقال:

[1] مدارج السالكين (2/ 172 ـ 173) صلاح الأمة في علو الهمّة (4/ 491، 492).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست