responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 270
فإنَّ رحالنا حطت لترضى
بحلمك عن حلول وارتحال
أنخنا في فنانك يا إلهي
إليك مُعَرَّضين بلا اعتلال
فسُسْنَا كيف شئت ولا تكلنا
إلى تدبيرنا يا ذا المعالي (1)
فهذه بعض المعاني في مقام الرضا توضح قول أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنه عندما قال: من اتكل على حسن اختيار الله له، لم يتمنَّى أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرَّف به القضاء [2].
3 ـ قال أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنه: إني أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان عظيم ما عظَّمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه، كان خارجاً عن سلطان بطنه، فلا يشتهي مالا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان خارجاً من سلطان فرجه، فلا يستخف له عقله ولا رأيه، وكان خارجاً من سلطان الجهلة، فلا يمد يداً إلا على ثقة المنفعة، كان لا يسخط ولا يتبرم، كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم، وكان إذا غُلِب على الكلام لم يُغلَب على الصمت، كان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بذَّ القائلين، كان لا يشارك في دعوى، ولا يدخل في مراء، ولا يدلي بحجة حتى يُرى قاضياً يقول ما يفعل، ويفعل ما لا يقول تفضلاً وتكرماً، كان لا يغفل عن أخوانه، ولا يستخص بشئ دونهم، كان لا يلوم أحداً فيما يقع العُذر بمثله، كان إذا ابتدأه أمران لا يَرى أيهما أقرب إلى الحقِّ، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه [3]. ففي هذا الأثر ترشيد وتوضيح وتعليم للناس نحو صفات كريمة وأخلاق حميدة، وهذا منهج سلوكي رفيع ينبغي أن نربي عليه أنفسنا وأبنائنا حتى يتحول إلى واقع ملموس في الحياة، ونستفيد من ذلك الأثر دروساً وعبر منها:
ـ قول الحسن رضي الله عنه: وكان عظيم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه [4]: ولا تصغر الدنيا إلا في عين من عرف حقائق الأمور واستقر التصور الصحيح

(1) صلاح الأمة في علو الهمّة (4/ 529).
[2] البداية والنهاية (11/ 199).
[3] المصدر نفسه (11/ 199).
[4] المصدر نفسه (11/ 199).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست