responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
بلد غيرها كان تبعاً لهم فيما يتَّفقون عليه، فما زالت المدينة حتى سنة 23هـ مجمع الصَّحابة بل لأنَّ كبار الصَّحابة فيها، حيث استبقاهم عمر بجانبه، ولم يأذن لهم بالهجرة إلى الأقاليم المفتوحة [1].
ك ـ أهل الشورى أعلى هيئة أعلى هيئة سياسية:
إنّ عمر رضي الله عنه أناط بأهل الشُّورى وحدهم اختيار الخليفة من بينهم، ومن المهمِّ أن نشير إلى أنَّ أحداً من أهل الشُّورى لم يعارض هذا القرار الذي اتّخذه عمر، كما أنَّ أحداً من الصَّحابة الآخرين لم يشر أيَّ اعتراض عليه، ذلك ما تدلُّ عليه النُّصوص التي بين أيدينا، فنحن لا نعلم: أنَّ اقتراحاً آخر قد صدر عن أحد من النّاس في ذلك العصر، أو أنَّ معارضة ثارت حول أمر عمر خلال السَّاعات الأخيرة من حياته، أو بعد وفاته، وإنّما رضي الناس كافة عن هذا التدبير، ورأوا فيه مصلحة لجماعة المسلمين، وفي وسعنا أن نقول: إن عمر قد أحدث هيئة سياسية عليا، مهمَّتها انتخاب رئيس الدَّولة، أو الخليفة، وهذا التنظيم الدُّستوري الجديد، الذي أبدعته عبقرية عمر لا يتعارض مع المبادئ الأساسية التي أقرَّها الإسلام، ولا سيَّما فيما يتعلق بالشُّورى، لأنَّ الغيرة من حيث النتيجة للبيعة العامَّة التي تجري في المسجد الجامع. وعلى هذا لا يتوجَّه السُّؤال الذي قد يرد على بعض الأذهان، وهو: من أعطى عمر هذا الحقَّ؟ ما هو مستند عمر في هذا التدبير؟ ويكفي أن نعلم أنَّ جماعة من المسلمين قد أقرَّت هذا التدبير، ورضيت به، ولم يُسمع صوت اعتراض عليه، حتى نتأكد: أنَّ الإجماع ـ وهو من مصادر التشريع ـ قد انعقد على صحته، ونفاذه [2]، ولا ننسى أن عمر خليفة راشد، كما ينبغي أن نؤكِّد: أن أهل الشُّورى أعلى هيئة سياسية قد أقرَّه نظام الحكم في الإسلام في العهد الرَّاشدي، كما: أنّ الهيئة التي سمّاها عمر، تمتّعت بمزايا لم يتمتع بها غيرها من جماعة المسلمين، وهذه المزايا مُنحت لها من الله، وبلَّغها الرسول، فلا يمكن عند المؤمنين أن يبلغ أحد من المسلمين مبلغ هؤلاء العشرة، من التّقوى، والأمانة.
هكذا ختم عمر رضي الله عنه حياته، ولم يشغله ما نزل به من البلاء، ولا سكرات الموت عن تدبير أمر المسلمين، وأرسى نظاماً صالحاً

[1] المصدر السابق.
[2] نظام الحكم في الشريعة والتاريخ للقاسمي (1/ 227، 258).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست