responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
للشّورى لم يسبقه عليه أحد، ولا يُشكُ: أنّ أصل الشُّورى مقرّرٌ في القرآن الكريم،، والسُّنّة القوليّة، والفعلية، وقد عمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، ولم يكن عمراً مبتدعاً بالنسبة للأصل، ولكنَّ الذي عمله عمر هو تعيين الطّريقة التي يختار بها الخليفة، وحصر عدد معين جعلها فيهم، وهذا لم يفعله الرّسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصِّدِّيق رضي الله عنه، بل أوَّل من فعل ذلك عمر، ونِعْمَ ما فعل، فقد كانت أفضل الطُّرق المناسبة لحال الصَّحابة في ذلك الوقت [1]، ولا شك بأن هذا التطوير الرائع لفقه الخلافة والوعي السياسي وما تتطلبه المرحلة من اجتهادات عملية ساهم في تثقيف وتعليم الحسن بن علي رضي الله عنه وأعطاه فهماً واسعاً ونظراً ثاقباً، فيما بعد مما جعله يختار أسلوباً جديداً، لم يسبق إليه ساهم في توحيد الأمة بعد الفرقة والاختلاف، فالشخصيات الفذَّة، والعبقريات المبدعة لا تأتي من فراغ وإنما هي حصيلة لخبرة واسعة، واستفادة كبيرة من جهود من سبقها في البناء الحضاري الرباني الراشدي.
2 ـ منهج عبد الرحمن بن عوف في إدارة الشُّورى:
ومما عاصره الحسن بن علي في أمر بيعة عثمان منهج عبد الرحمن بن عوف في إدارة الشورى والذي تمثل في الخطوات التالية:
أـ اجتماع الرّهط للمشاورة:
لم يكد يفرغ النَّاس من دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتَّى أسرع، رهط الشُّورى وأعضاء مجلس الدَّولة الأعلى إلى الاجتماع في بيت عائشة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها وقيل: إنَّهم اجتمعوا في بيت فاطمة بنت قيس الفهْرية أخت الضحاك ابن قيس، ليقضوا في أعظم قضيَّة عرضت في حياة المسلمين ـ بعد وفاة عمر ـ وقد تكلَّم القوم، وبسطوا آراءهم، واهتدوا بتوفيق الله إلى كلمة سواء، رضيها الخاصَّة والكافة من المسلمين [2].
ب ـ عبد الرحمن يدعو إلى التنازل:
عندما اجتمع أهل الشُّورى قال لهم عبد الرّحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. فقال الزُّبير: جعلت أمري إلى عليِّ. وقال طلحة: جعلت أمري إلى

[1] أوليَّات الفاروق صـ 127.
[2] عثمان بن عفان، لصادق عرجون صـ 62، 63.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست