نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 82
[3] - الصديق في دخول مكة:
لما دخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة في عام الفتح وكان بجانبه أبو بكر رأى النساء يلطمن وجوه الخيل، فابتسم إلى أبي بكر - رضي الله عنه - وقال: «يا أبا بكر كيف قال حسان؟» فأنشد أبو بكر:
عَدِمْنَا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كَدَاءُ
يبارينَ الأسنة مصغيات ... عن أكتافها الأسلُ الظماء
تظلُّ جيادنا متمطِّراتٍ ... تلطمهُنَّ بالْخُمرِ النساءُ (1)
فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ادخلوها من حيث قال حسان» [2]، وقد تمت النعمة على الصديق في هذا الجو العظيم بإسلام أبيه أبي قحافة [3].
ب- في حنين:
أخذ المسلمون يوم حنين درسًا قاسيًا؛ إذ لحقتهم هزيمة في أول المعركة جعلتهم يفرون من هول المفاجأة، وكانوا كما قال الإمام الطبري: فانشمروا لا يلوي أحد على أحد. [4] وجعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «أين أيها الناس؟ هلموا إليَّ، أنا رسول الله، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله، يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله» ثم نادى عمه العباس وكان جهوري الصوت، فقال له: «يا عباس ناد: يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة». [5] كان هذا هو حال المسلمين في أول المعركة، النبي وحده لم يثبت معه أحد إلا قلة، ولم تكن الفئة التي صبرت مع النبي إلا فئة من الصحابة يتقدمهم الصديق - رضي الله عنه -، ثم نصرهم الله بعد ذلك نصرًا عزيزًا مؤزرًا. (6)
وكانت هناك بعض المواقف للصديق منها:
(1) الحاكم في المستدرك: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي: 3/ 72. [2] نفس المصدر السابق: 3/ 72، الطبري: 3/ 42. [3] تاريخ الدعوة الإسلامية: ص 147. [4] تاريخ الطبري: 3/ 74. [5] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، رقم: 1775.
(6) مواقف الصديق مع النبي في المدينة: 43.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 82