responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 83
[1] - فتوى الصديق بين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
قال أبو قتادة: لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين, وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله، فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها، ثم أخذني فضمني ضمًّا شديدًا حتى تخوفت، ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله، فقال رسول الله: «من أقام بيِّنة على قتيل قتله فله سلبه» فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أرَ أحدًا يشهد لي، فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه [1] أصيبغ من قريش ويدع [2] أسدًا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: فقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأداه إليَّ، فاشتريت منه خَرَفًا [3]، فكان أول مال تأثَّلته
في الإسلام [4].
إن مبادرة الصديق في الزجر والردع والفتوى واليمين على ذلك في حضور رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم يصدقه الرسول فيما قال، ويحكم بقوله خصوصية شرف, لم تكن لأحد غيره. [5] ونلحظ في الخبر السابق أن أبا قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - حرص على سلامة أخيه المسلم وقتل ذلك الكافر بعد جهد عظيم، كما أن موقف الصديق - رضي الله عنه - فيه دلالة على حرصه على إحقاق الحق والدفاع عنه، ودليل على رسوخ إيمانه وعمق يقينه، وتقديره لرابطة الأخوة الإسلامية، وأنها بمنزلة رفيعة بالنسبة له [6].
2 - الصديق وشعر عباس بن مرداس:
حين استقل العباس بن مرداس عطاءه من غنائم حنين، قال شعرا عاتب فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال:

[1] لا يعطيه: أي لا يعطيه رسولُ الله، قوله: أصيبغ، نوع من الطيور شبه له لعجزه وضعفه.
[2] يدع: يترك.
[3] خرفًا: أي: بستانًا، أقام الثمر مقام الأصل.
[4] البخاري، كتاب المغازي، رقم: 4322.
[5] الرياض النضرة في مناقب العشرة، لأبي جعفر محب الدين، 185.
[6] التاريخ الإسلامي للحميدي: 8/ 26.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست