نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 81
قريش حتى تفاجأ بالجيش المسلم يفتح مكة، وخافت قريش أن يعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بما حدث، فخرج أبو سفيان من مكة إلى رسول الله فقال: يا محمد، أشدد العقد، وزدنا في المدة، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ولذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم؟» فقال: معاذ الله، نحن على عهدنا وصلحنا يوم الدية لا نغير ولا نبدل، فخرج من عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقصد مقابلة الصحابة
عليهم الرضوان [1].
1 - أبو بكر وأبو سفيان:
طلب أبو سفيان من أبي بكر - رضي الله عنه - أن يجدد العقد ويزيدهم في المدة، فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم. وهنا تظهر فطنة الصديق وحنكته السياسية ثم يظهر الإيمان القوي بالحق الذي هو عليه، ويعلن أمام أبي سفيان دون خوف أنه مستعد لحرب قريش بكل ما يمكن، ولو وجد الذر تقاتل قريشًا لأعانها عليها [2].
2 - بين عائشة وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
دخل الصديق - رضي الله عنه - على عائشة وهي تغربل حنطة، وقد أمرها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن تخفي ذلك .. فقال لها أبو بكر: يا بنية لم تصنعين هذا الطعام؟ فسكتت، فقال: أيريد رسول الله أن يغزو؟ فصمتت، فقال: لعله يريد بني الأصفر (أي الروم) فصمتت، فقال: لعله يريد قريشا، فصمتت، فدخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال الصديق له: يا رسول الله، أتريد أن تخرج مخرجًا؟ قال: «نعم» قال: لعلك تريد بني الأصفر؟ قال: «لا» قال: أتريد أهل نجد؟ قال: «لا»، قال: فلعلك تريد قريشًا؟ قال: «نعم»، قال أبو بكر: يا رسول الله، أليس بينك وبينهم مدة؟ قال: «ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب؟».
وهنا سلم أبو بكر للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجهز نفسه ليكون مع القائد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه المهمة الكبرى، وذهب مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المهاجرون والأنصار فلم يتخلف منهم أحد. (3) [1] التاريخ السياسي والعسكري، د. علي معطي: ص 365، الطبري: 3/ 43. [2] تاريخ الدعوة الإسلامية: 145.
(3) مغازي الواقدي: 2/ 796.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 81