نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 60
[2] - دور عائشة وأسماء رضي الله عنهما:
كان لأسماء وعائشة دور عظيم أظهر فوائد التربية الصحيحة، حيث قامتا عند قدوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى بيت أبي بكر ليلة الهجرة بتجهيز طعام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولأبيهما .. تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: فجهزناهما (تقصد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأباها) أحسن الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فلذلك سميت ذات النطاقين. (1)
3 - دور أسماء في تحمل الأذى وإخفاء أسرار المسلمين:
أظهرت أسماء -رضي الله عنها- دور المسلمة الفاهمة لدينها، المحافظة على أسرار الدعوة، المتحملة لتوابع ذلك من الأذى والتعنت. فهذه أسماء تحدثنا بنفسها حيث تقول: لما خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبو بكر - رضي الله عنه - أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قلت: لا أدري والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده وكان فاحشًا خبيثًا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي، قالت: ثم انصرفوا .. [2].
فهذا درس من أسماء -رضي الله عنها- تعلمه لنساء المسلمين جيلاً بعد جيل، كيف تخفي أسرار المسلمين عن الأعداء، وكيف تقف صامدة شامخة أمام قوى البغي والظلم.
4 - دور أسماء -رضي الله عنها- في بث الأمان والطمأنينة في البيت:
خرج أبو بكر - رضي الله عنه - مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعه ماله كله، وهو ما تبقى من رأسماله، وكان خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، وجاء أبو قحافة ليتفقد بيت ابنه ويطمئن على أولاده، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلا يا أبت، ضع يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن. وفي هذا بلاغ لكم. لا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكني أردت أن أسكِّن الشيخ بذلك [3].
(1) البداية والنهاية: 3/ 184. [2] الهجرة النبوية المباركة: ص 126. [3] السيرة النبوية لابن هشام: 2/ 102، إسناده صحيح.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 60