responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 59
[4] - وكان الخروج ليلا ومن باب خلفي في بيت أبي بكر [1].
5 - بلغ الاحتياط مداه باتخاذ طرق غير مألوفة للقوم، والاستعانة بذلك بخبير يعرف مسالك البادية، ومسارب الصحراء، وكان ذلك الخبير مشركًا ما دام على خلق ورزانة، وفيه دليل على أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان لا يحجم على الاستعانة بالخبرات مهما يكن مصدرها. [2] وقد يبين الشيخ عبد الكريم زيدان أن القاعدة والأصل عدم الاستعانة بغير المسلم في الأمور العامة، ولهذه القاعدة استثناء، وهو جواز الاستعانة بغير المسلم بشروط معينة، وهي: تحقيق المصلحة أو رجحانها بهذه الاستعانة، وأن لا يكون ذلك على حساب الدعوة ومعانيها، وأن يتحقق الوثوق الكافي بمن يستعان به، وأن لا تكون هذه الاستعانة مثار شبهة لأفراد المسلمين، وأن تكون هناك حاجة حقيقية لهذه الاستعانة على وجه الاستثناء، وإذا لم تتحقق لم تجز الاستعانة. [3] وقد كان الصديق - رضي الله عنه - قد دعا أولاده للإسلام ونجح بفضل الله في هذا الدور الكبير والخطير، وقام بتوظيف أسرته لخدمة الإسلام ونجاح هجرة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فوزع بين أولاده المهام الخطيرة في مجال التنفيذ العملي لخطة الهجرة المباركة:
1 - دور عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما:
فقد قام بدور صاحب المخابرات الصادق وكشف تحركات العدو، لقد ربى عبد الله على حب دينه، والعمل لنصرته ببصيرة نافذة وفطنة كاملة وذكاء متوقد، يدل على العناية الفائقة التي اتبعها سيدنا أبو بكر في تربيته. وقد رسم له أبوه دوره في الهجرة فقام به خير قيام، وكان يتمثل في التنقل بين مجالس أهل مكة يستمع أخبارهم وما يقولونه في نهارهم، ثم يأتي الغار إذا أمسى، فيحكي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولأبيه الصديق - رضي الله عنه - ما يدور بعقول أهل مكة وما يدبرونه، وقد أتقن عبد الله هذا الواجب بطريقة رائعة، فلم تأخذ واحدًا من أهل مكة ريبة فيه، وكان يبيت عند الغار حارسًا، حتى إذا اقترب النهار عاد إلى مكة فما شعر به أحد [4].

[1] معين السيرة للشامي: ص 147.
[2] الهجرة في القرآن الكريم: ص 361.
[3] المستفاد من قصص القرآن: 2/ 144، 145.
[4] السيرة الحلبية: 2/ 213، البداية والنهاية: 3/ 182.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست