نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 58
7 - أنه صاحبه في حال إنزال السكينة والنصر:
قال تعالى: {فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 40]، فإن من كان صاحبه في حال الخوف الشديد فلأن يكون صاحبه في حضور النصر والتأييد أولى وأحرى، فلم يحتج أن يذكر صحبته له في هذه الحال لدلالة الكلام والحال عليها، وإذا علم أنه صاحبه في هذه الحال علم أنما حصل للرسول من إنزال السكينة والتأييد بالجنود التي لم يرها الناس لصاحبه فيها أعظم مما لسائر الناس، وهذا من بلاغة القرآن وحسن بيانه [1].
ثانيًا: فقه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والصديق في التخطيط والأخذ بالأسباب:
إن من تأمل حادثة الهجرة رأى دقة التخطيط فيها ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها ومن مقدماتها إلى ما جرى بعدها، يدرك أن التخطيط المسدد بالوحي في حياة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان قائمًا، وأن التخطيط جزء من السنة النبوية، وهو جزء من التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم، وأن الذين يميلون إلى العفوية بحجة أن التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنة، أمثال هؤلاء مخطئون ويجنون على أنفسهم وعلى المسلمين [2].
فعندما حان وقت الهجرة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في التنفيذ نلاحظ الآتي:
أ- وجود التنظيم الدقيق للهجرة حتى نجحت رغم ما كان يكتنفها من صعاب وعقبات، وذلك أن كل أمر من أمور الهجرة كان مدروسًا دراسة وافية، فمثلاً:
1 - جاء - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى بيت أبي بكر في وقت شدة الحر؛ الوقت الذي لا يخرج فيه أحد؛ بل من عادته لم يكن يأتي له، لماذا؟ حتى لا يراه أحد.
2 - إخفاء شخصيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أثناء مجيئه للصديق وجاء إلى بيت الصديق متلثمًا؛ لأن التلثم يقلل من إمكانية التعرف على معالم الوجه المتلثم [3].
3 - أمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر أن يخرج من عنده، ولما تكلم لم يُبِن إلا الأمر بالهجرة دون
تحديد الاتجاه. [1] منهاج السنة: 4/ 272. [2] الأساس في السنة، سعيد حوى: 3578. [3] السيرة النبوية .. قراءة لجوانب الحذر والحيطة: ص 141.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 58