نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 382
يحضرنا من المسلمين، وادفع إلى كل ذي حق حقه، والسلام. وهذا ما كان يفعله جميع قادة أبي بكر - رضي الله عنه - في إدارتهم العسكرية في قسمة الغنائم ولم ينازعهم الجند في شيء من قسمتها والتسوية بينهم فيها [1].
3 - حقوق الجند:
بيَّن الصديق - رضي الله عنه - من خلال وصاياه ورسائله حقوق الجند؛ كاستعراضهم، وتفقد أحوالهم، والرفق بهم في السير، وأن يقيم عليهم العرفاء والنقباء، واختيار مواضع نزولهم لمحاربة العدو، وإعداد ما يحتاج إليه الجند من زاد وعلوفة، والتعرف على أخبار العدو بالجواسيس الثقات لسلامة الجند، وتحريضهم على الجهاد، وتذكيرهم بثواب الله وفضل الشهادة، ومشاورة ذوي الرأي منهم، وأن يلزمهم بما أوجبه الله من حقوق، وأن ينهاهم عن الاشتغال عن الجهاد بتجارة وزراعة ونحوهما. [2] وإليك تفصيل بعض هذه النقاط:
أ- استعراضهم وتفقد أحوالهم:
فقد رأينا أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - عندما طرق المرتدين المدينة المنورة أخذ أهلها بحضور المسجد وقال لهم: إن الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلة، وإنكم لا تدرون أليلاً تؤتون أم نهارًا، وأدناهم منكم على بريد. [3] وأخذ - رضي الله عنه - يعرض أصحابه، ثم يعين منهم على أنقاب المدينة نفرًا للحراسة. [4] وعندما اجتمع جيش فتوح الشام صعد أبو بكر - رضي الله عنه - على دابته حتى أشرف على الجيش فنظر إليهم وقد ملأوا الأرض، فتهلل وجهه وأخذ يعرضهم قبل سيرهم ويوصيهم ويدعو لهم، وعقد لهم الألوية، ومشى معهم نحوًا من ميلين. (5)
ب- الرفق بالجند في السير:
فقد أوصى أبو بكر خالد بن الوليد في حروب الردة بالرفق بمن معه وأن يتخذ الأدلاء [1] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 120. [2] نفس المصدر السابق: 1/ 131 - 255. [3] تاريخ الطبري: 4/ 64. [4] تاريخ الطبري: 4/ 64.
(5) الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 136.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 382