نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 383
في مسيره [1]، وأوصى سائر أمراء الردة بذلك. [2] وفي فتوح العراق عندما عقد خالد بن الوليد معاهدة الصلح مع أهل أُليس [3] وغيرهم، كان من ضمن شروط المعاهدة أن يبذرقوا [4] المسلمين، ويكونوا أدلاء وأعوانا لهم على الفرس؛ لأنهم أعرف وأعلم بطرق بلادهم من غيرهم. [5] وحين كلف أبو بكر - رضي الله عنه - خالد بن الوليد بالتوجه من العراق إلى الشام مددًا وعونًا لهم دعا خالد الأدلاء وتشاور معهم حول سيرهم في طريق المفازة إلى الشام؛ لأنه أسرع الطرق وأسرعها لنجدة إخوانه، ثم رافقه منهم رافع بن عميرة الطائي دليلاً [6]، وأوصى الصديق - رضي الله عنه - يزيد بن أبي سفيان عندما وجهه إلى الشام بقوله: إذا سرت فلا تضيق على نفسك ولا على أصحابك في مسيرك [7]، وعندما جد الجند في السير ذكر أحدهم يزيد بوصية أبي بكر له بالرفق بهم في السير وأن يلتزم بها. [8] كما أوصى الصديق عمرو بن العاص عندما وجهه إلى فلسطين بقوله له: وكن والدًا لمن معك وارفق بهم في السير، فإن فيهم أهل ضعف. (9)
وقد امتثل قادة الصديق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمره بالرفق بالجند في مسيرهم، وأصبحوا لا يسيرون إلى قتال الأعداء إلا ومعهم أدلاء يدلونهم على أسهل الطرق وأوفرها ماء وعشبًا، حتى يتمكنوا من مواصلة سيرهم نحو العدو ومن غير إهدار لقوتهم أو تحطيم لمعنوياتهم [10].
ج- أن يجعل لكل طائفة شعارًا يتداعون به:
ففي بعثه جيش أسامة لقتال الروم كان شعارهم: يا منصور أمت [11]، وفي حرب الردة عند مسير خالد بن الوليد نحو مسيلمة الكذاب باليمامة، كان شعارهم يومئذ: [1] المصدر السابق: 1/ 147. [2] مآثر الإنافة للقلقشندي: 3/ 140. [3] أليس: قرية من قرى الأنبار: ياقوت، معجم البلدان: 1/ 248. [4] البذرقة: الخفارة والحراسة، وهي الجماعة تتقدم القافلة لتحرسها، وأصل الكلمة فارسية. [5] الخراج لأبي يوسف: ص 294. [6] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 148. [7] فتوح الشام للواقدي: 1/ 23. [8] المصدر السابق: 1/ 23.
(9) فتوح الشام للواقدي: 1/ 130 .. [10] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية: 1/ 149. [11] الطبقات لابن سعد: 2/ 191.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 383