نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 381
سفيان [1]، وهكذا فوض خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إدارة العسكر إلى رأي أحد قادته ووكله إلى تدبيره، حتى لا تختلف آراؤهم، وأكد على ذلك عندما قال لعمرو بن العاص: أنت أحد أمرائنا هناك، فإن جمعتكم حرب فأميركم أبو عبيدة بن الجراح. [2] وكان ذلك رأيه أيضا مع قادة العراق؛ حيث قال للمثنى بن حارثة: إني بعثت إليك خالد بن الوليد إلى أرض العراق ... فما أقام معك فهو الأمير، فإن شخص عنك فأنت على ما كنت عليه، والسلام عليك. (3)
ج- المسارعة إلى امتثال أمره:
ففي حروب الردة كتب أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى خالد بن الوليد في أمر مسيلمة الكذاب، فقد أمره بالمسير إليه، فجمع خالد بن الوليد أصحابه وقرأ عليهم الكتاب وسألهم الرأي فأجابوه بقولهم: الرأي رأيك، وليس فينا أحد يخالف أوامرك. [4] كما كتب الصديق - رضي الله عنه - لخالد بن الوليد أثناء مقامه بالعراق بالخروج في شطر الناس إلى الشام، وأن يخلف على الشطر الباقي المثنى بن حارثة، وقال له: لا تأخذ نجدًا إلا خلفت له نجدًا، فامتثل خالد للأمر وقسم الجند نصفين. [5] وكتب إلى عمرو بن العاص بالسير من بلاد قضاعة إلى اليرموك ففعل، وبعث بأبي عبيدة ويزيد وأمرهما بالإغارة وألا يوغلوا في بلاد الشام حتى لا يكون وراءهم أحد من العدو، وقد استجاب القادة والجنود لتوجيهات وأوامر الصديق - رضي الله عنه -. (6)
د- عدم منازعته في شيء من قسمة الغنائم:
سار أبو بكر - رضي الله عنه - في خلافته على نهج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تقسيم الغنائم؛ فبعد انتهاء خالد ابن الوليد - رضي الله عنه - من معركة اليمامة كتب إلى الصديق - رضي الله عنه - يخبره بما فتح الله عليه وما أغنمه منهم، فكتب إليه أبو بكر قائلاً: اجمع الغنائم والسبي وما أفاء الله عليك من مال بني حنيفة، فأخرج من ذلك الخمس ووجه به إلينا ليقسم فيمن [1] فتوح الشام: ص 7. [2] نفس المصدر السابق: ص 48.
(3) الوثائق السياسية، حميد الله: ص 371. [4] الفتوح، لابن أعثم: 1/ 29. [5] الإدارة العسكرية الدولة الإسلامية، سليمان آل كمال: 1/ 112.
(6) نفس المصدر السابق: 1/ 113.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 381