responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 380
وأكرمكم بالجهاد وفضلكم بهذا الدين عن كل دين، فتجهزوا عباد الله إلى غزو الروم بالشام، فإني مؤمر عليكم أمراء وعاقد لكم ألوية، فأطيعوا ربكم ولا تخالفوا أمراءكم، لتحسن نيتكم وأشربتكم وأطعمتكم، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [1]، فكان جوابهم له بقولهم: أنت أميرنا ونحن رعيتك، فمنك الأمر ومنا الطاعة، فنحن مطيعون لأمرك وحيثما تُوجِّهنا نتوجه. [2] وعندما عين الصديق خالد بن الوليد لفطنته وعلمه بالحرب، ولما وصل خالد بن الوليد للشام طلب من أبي عبيدة بن الجراح بأن يبعث إلى أهل كل راية ويأمرهم أن يطيعوه، فدعا أبو عبيدة الضحاك بن قيس، فأمره بذلك فخرج الضحاك يسير في الناس طالبًا منهم طاعة القائد الجديد لجيوش الشام خالد بن الوليد فيما يأمرهم به، فأجاب الناس بالسمع والطاعة [3].
ب- أن يفوضوا أمرهم إلى رأيه:
قول تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 83]، جعل الله تفويض الرعية الأمر إلى ولي الأمر سببًا لحصول العلم وسداد الرأي، فإن ظهر لهم صواب خفي عليه بيَّنوه له وأشاروا به عليه، ولذلك ندب إلى المشاورة ليرجع بها إلى الصواب. [4] وفي خلافة الصديق نرى أبا بكر - رضي الله عنه - كلف أمراء وقادة جيوشه بالتوجه إلى الشام، وفوض لهم أمر الجيوش حيث قال لهم: يا أبا عبيدة ويا معاذ ويا شرحبيل ويا يزيد: أنتم من حماة هذا الدين وقد فوضت إليكم أمر هذه الجيوش فاجتهدوا في الأمر واثبتوا، وكونوا يدًا واحدة في مواجهة عدوكم. [5] ثم أمر القادة بمراعاة أحوال الجنود وتقديم الإخلاص والاتحاد حتى لا تختلف آراؤهم. [6] وأضاف الصديق قائلا: فإذا قدمتم البلد ولقيتم العدو واجتمعتم على قتالهم فأميركم أبو عبيدة بن الجراح، وإن لم يلقكم أبو عبيدة، وجمعتكم حرب فأميركم يزيد بن أبي

[1] نفس المصدر السابق: ص 5.
[2] الفتوح لابن أعتم: 1/ 83.
[3] فتوح الشام للأزدي: ص 189 ..
[4] الأحكام السلطانية للماوردي: ص 48.
[5] فتوح الشام للأزدي: ص 7.
[6] الفتوح ابن أعثم: 1/ 84.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست